في غمرة الليل الطويل الذي خيم على العلاقات الأمريكية السودانية يبدو أن فجراً جديداً يلوح في الأفق، فها هي واشنطن تستعد لطي صفحة من التوتر والريبة لتفتح بدلاً منها كتاباً جديداً عنوانه التعاون والانفتاح الذي ابتدره ترامب في خواتيم فترته الأولي ولم يستطيع بايدن استكمالها.إن الرؤية الأمريكية المرتقبة تجاه السودان ليست مجرد تغيير في السياسة بل هي إعادة تشكيل لخارطة المصالح والتحالفات في منطقة حيوية من العالم، فالسودان ببوابته المطلة علي البحر الأحمر وثرواته الطبيعية الهائلة يمثل كنزاً استراتيجياً لا يمكن تجاهله.لكن الأهم من ذلك أن هذا التحول يحمل في طياته بصيص أمل لشعب عانى طويلاً، فالسودانيون الذين عايشوا اعوام النكبة، قد يرون أخيراً ضوءاً في نهاية النفق المظلم، بيد أن الحذر واجب فالطريق إلي استعادة الثقة بين البلدين طويل وشائك، وعلي صناع القرار في واشنطن أن يدركوا أن السودان ليس مجرد رقعة علي رقعة الشطرنج الجيوسياسي، بل هو وطن لملايين البشر يتوقون إلى حياة كريمة وفرص عادلة.إن نجاح هذه الرؤية الجديدة سيعتمد علي مدى قدرة الجانبين علي تجاوز أشباح الماضي والعمل معاً لبناء مستقبل مشترك، فهل سيكون بإمكان النسر الأمريكي أن يحلق جنباً إلي جنب مع الصقر السوداني في سماء جديدة من التعاون والازدهار؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة على هذا السؤال. لكن ما هو مؤكد أن عجلة التاريخ قد بدأت بالدوران، وأن رياح التغيير التي تهب علي السودان قد تحمل معها بذور مستقبل أكثر إشراقاً لهذا البلد العريق وشعبه الصامد.
تشير التسريبات إلي أن الرؤية الجديدة ستتضمن خارطة طريق لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل مع السودان، هذا التحول الجذري قد يشمل سقف رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ستكن بمثابة نقطة تحول تاريخية تُنهي عقوداً من العزلة الدبلوماسية وتعيد السودان إلي حضن المجتمع الدولي.وتسريبات إلي أن الخطة الأمريكية ستولي اهتماماً خاصاً لتعزيز الأمن والاستقرار في السودان والمنطقة المحيطة وتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وجهود لنزع فتيل التوترات الإقليمية والسودانية هذا البعد الأمني سيكون حاسماً في ضمان نجاح الانتقال السياسي في السودان، ويتضمن أيضاً اعفاء الممثل الخاص بالسودان.
يمكنك مشاركة هذا المحتوى :