كيف نفكر في قتل السودان؟ السؤال يرنّ في الأثير صدىً مُرّاً يُخترق صمت الليل ويُشقق هدوء النهار، ليس سؤالاً مجرداً بل هو صرخة وجعٍ تُعبّر عن واقعٍ مُرّ عن حالةٍ من الانهيار الوطني تُهدّد بالتدمير الكامل، السودان هذه الأرض الواسعة التي احتضنت حضاراتٍ عريقة وأسطورة ممالكٍ شاسعة تُواجه اليوم مُعضلةً وجودية تهدّد بإلغائها من خارطة العالم.
ولكن، كيف نصل إلي هذه النقطة؟ كيف تُصبح فكرة قتل أمةٍ فكرةً مُمكنةً؟ هل هو انعدام الوعي بمعنى الوطنية والانتماء؟ أم هو تأثير الصراعات المُسلحة والنزاعات القبلية التي تُمزّق نسيج المجتمع السوداني؟ أَمْ هي نتيجة لإخفاق الأنظمة الحاكمة في تلبية احتياجات الشعب وإدارتها للموارد الطبيعية بصورة غير عادلة مُسببةً الظلم والإقصاء والحرمان؟
إنّ قتل السودان ليس مجرد تصوّر نظري بل هو عمليةٌ تُنفّذ يوميّاً ببطء من خلال الفساد المُستشري وانعدام العدالة والصراعات المُسلحة والانهيار الاقتصادي والهجرة الجماعية، كلّ يومٍ يُفقد السودان جزءاً من روحه جزءاً من مُكوّناته الأساسية، الشباب يُهاجرون بحثاً عن مستقبلٍ أفضل والبنية التحتية تنهار والخدمات الأساسية تُصبح أقل توفرًا.
يجب أن نُدرك أنّ إنقاذ السودان ليس مسؤولية فردٍ أو جماعةٍ مُعينة بل هي مسؤولية جميع المواطنين من حكومة ومُعارضةٍ من قادة عسكريين وإعلاميين وخبراءٍ اقتصاديين وحتى المواطن العادي يجب أن نعمل معاً لإصلاح الأخطاء للبناء بدلاً من التدمير للوحدة بدلاً من التشرذم فلنُنقذ السودان قبل أن يُصبح مُجرد ذكرى.
يمكنك مشاركة هذا المحتوى :