د.مهند عثمان التوم
dr.mohaned@mohanedosman.com
ستطفو في القريب على السطح السوداني تساؤلات حادة حول جدوى وشفافية الحكومة التي يقودها رئيس الوزراء د.كامل إدريس المغرد وحيداً كأنه يغرد علي منصة تواصل اجتماعي، كيف يعقل أن يفاجأ الجهاز التنفيذي للدولة بتفاصيل اتفاقيات حيوية كمشاريع مصافي النفط والذهب التي أبرمها رئيس الوزراء دون مرافقة الجهات المختصة في زيارته الأخيرة إلي إرتريا؟
إن هذه المعضلة تطرح إشكاليات جوهرية حول آليات اتخاذ القرار في البلاد وتثير الشكوك حول مدى إلمام الحكومة بالتداعيات الاقتصادية المحتملة لمثل هذه الخطوات والسودان يئن تحت وطأة الديون وتدهور البنية التحتية، فما القيمة المضافة الحقيقية التي ستعود على السودان من هذه الاتفاقيات الارتجالية؟ وهل تمتلك إرتريا أو حتى السودان نفسه الموارد اللازمة للإسهام المالي في مشاريع كبيرة ومرتبات الموظفين لم تنساب بعد بصورة طبيعية؟ أم أن د.كامل يسعى إلى تحويل الأزمات الاقتصادية كفرص تجريب استثمار للدول التمويل وهل إرتريا أحسن حال واكثر تجربة ودراية من السودان؟
هل يستطيع د.كامل إدريس تقديم مقترح مقنع إلى جهازه التنفيذي قبل المواطن، وهو يدرك تماماً أن أي إنفاق على مشاريع كبرى مع دول فقيرة كأرتريا في ظل ظروف الحرب أو موجات العودة الجماعية للمواطنين، سيكون مخاطرة اقتصادية غير محسوبة؟ إن هذه التساؤلات تستدعي تحقيقاُ شفافاً ومساءلة دقيقة من مجلس الوزراء لضمان أن تكون مصلحة السودان وشعبه هي البوصلة التي توجه قراراتنا الاقتصادية.
الأخطاء التي وقع فيها رئيس الوزراء في زيارته إلى إرتريا (جاوز المؤسسات) إبرام اتفاقيات دون استشارة الوزراء المعنيين (عدم الشفافية) مفاجأة الجهاز التنفيذي بتفاصيل الاتفاقيات(المخاطرة الاقتصادية) الالتزام بمشاريع كبرى في ظل ظروف اقتصادية صعبة (الغموض حول التمويل) عدم وضوح مصادر التمويل وقدرة إرتريا والسودان على الإسهام المالي.
يمكنك مشاركة هذا المحتوى :