السودان، يا أرض الحضارات الضاربة في أعماق التاريخ يا مهد النيلين وملتقى الثقافات ويا منبع الكرم والجود، لطالما تغنى الشعراء بجمالك الأخاذ وسحرك الذي لا يُضاهى، وأسهبوا في وصف طيبة أهلك وشهامتهم، ويا للأسف فإن حلو السودان امتزج بمرارة الحرب، فتحولت جنة الله في الأرض إلى ساحة للقتال والدمار.
إن المرء ليعتصر ألماً وهو يرى السودان الذي لطالما كان رمزاً للأصالة والعراقة يتخبط اليوم في أتون صراعٍ لا يبقي ولا يذر، لقد عبثت يد العنف بوجه هذا البلد الجميل ومزقت نسيجه الاجتماعي المتين وأشاعت الخوف واليأس في قلوب أبنائه.
أين هي ابتسامات الأطفال التي كانت تملأ الشوارع؟ وأين هي قهقهات الشباب التي كانت تعبق بها المقاهي؟ وأين هي أحاديث الكبار التي كانت تنير الليالي؟ لقد صمتت الأفواه وتجمدت الضحكات وخيم شبح الموت على كل بيت وحي.
إن الحرب الدائرة اليوم في السودان ليست مجرد صراع على السلطة أو النفوذ بل هي حرب على الهوية والوجود، إنها محاولة لطمس تاريخ عريق، وتشويه ثقافة أصيلة، وتهجير شعب بأكمله.
ورغم كل هذه المعاناة فإن الأمل لا يزال موجوداً فالسودان بتاريخه الحافل بالنضالات والتضحيات، قادر على النهوض من جديد، إن شعب السودان الذي لطالما أثبت قدرته على الصمود والتحدي، قادر على تجاوز هذه المحنة.
إننا كأبناء لهذا الوطن العزيز، مدعوون اليوم إلى التكاتف والتعاضد وإلى نبذ الفرقة والخلاف وإلى العمل معاً من أجل بناء سودان جديد سودان يسوده السلام والعدل والمساواة.
السودان يا حلو ممزوج بالمر، لن نيأس ولن نستسلم سنظل نحلم بغدٍ أفضل، وسنظل نعمل من أجله. سنظل نغني لجمالك، وسنظل ندافع عن كرامتك، فالسودان يستحق الأفضل، وشعب السودان يستحق الحياة.
Info@mohanedosman.com
يمكنك مشاركة هذا المحتوى :
