العنكبوت

الاخبار | مقالات سياسية | إجتماعيه | رياضية

المقالات

العنكبوت: خطبة السودان في مجلس الامن

في اطار الجهود المبذولة لتحسين الوضع الانساني في السودان، شهدت اروقة الامم المتحدة حدثا بارزا: كلمة المندوب الدائم للسودان امام جلسة مجلس الامن الدولي في نيويورك لم تكن هذه الكلمة مجرد عرض لمشكلات وانما تجسيدا لنجاح الدبلوماسية السودانية في الاحتكام الى المجتمع الدولي، لنقل معاناة الشعب السوداني في فترة من التوتر والعنف. استهل المندوب الدائم حديثه بتوجيه الشكر للامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش علي التقرير الشامل الذي قدمه امام المجلس، وصف المندوب الدائم هذا التقرير بانه يعكس حقيقة الوضع الصعب الذي يعيشه المواطن السوداني، كما ابدي اشادته بمواقف روسيا والصين اللتين دعمتا السودان خلال جلستهما مؤكدا على اهمية العلاقات الطيبة والتعاون الدولي في معالجة قضايا السلام والامن. تحدث الامين العام في خطبته عن الكابوس الذي يعيشه الشعب السوداني حيث ذكر العنف المستمر وارتفاع معدلات الجوع وانتشار الامراض وانعدام الامن الغذائي بالاضافة الى خطر النزوح وتنامي العنف العرقي، هذه التصريحات ليست فقط دعوات للالتفات الى معاناة السودانيين، بل هي بيان رسمي عن الوضع الامني الهش الذي يتطلب تحركا عاجلا من المجتمع الدولي. من المعروف ان الصراعات في السودان لها تداعيات مباشرة على الاستقرار الاقليمي وقد حذر غوتيريش من ان عدم الاستقرار في السودان لن يؤثر علي البلاد فقط بل سيمتد ليشمل الدول المجاورة، جاء تأكيده علي ان الظروف الراهنة ليست مناسبة لنشر قوة تابعة للامم المتحدة في السودان، ليبرز الحاجة الماسة لتعزيز الادوات السياسية والدبلوماسية، بدلا من التحركات العسكرية. قدم الامين العام توصيات لحماية المدنيين وهي نقطة محورية للشعب السوداني الذي يعاني فالحماية المطلوبة ليست مجرد اجراءات بل هي مطالبات يجب ان تتعزز بالخطوات العملية والنوايا الصادقة من قبل المجتمع الدولي، للتصدي لتلك الازمات. يمثل نجاح الدبلوماسية في اروقة الامم المتحدة بارقة امل للشعب السوداني حيث يظهر التزام المجتمع الدولي بالتعامل مع الازمات الانسانية بطريقة ترتقي الى مستوى المسؤولية العالمية وفي ظل هذه الظروف الصعبة تظل الحاجة الى وحدة الجهود الدبلوماسية لتحقيق الامان والاستقرار، وتبقى الانظار متجهة نحو هذه الصفحة الجديدة في العلاقات الدولية التي تضع الانسان وحقوقه في قلب اولوياتها.

يمكنك مشاركة هذا المحتوى :

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *