العنكبوت

الاخبار | مقالات سياسية | إجتماعيه | رياضية

المقالات

سيداتي سادتي جمهور العنكبوت العظيم

سيداتي سادتي جمهور العنكبوت العظيم نازحون لاجئون مفقودون جرحى جائعون في بلد قيل إنه سلة غذاء العالم، فاليوم لا بكاء ولا شماتة بل وصف لحال شعب ناشد لبناء الوطن، لكن أبناءه سلبوه منه، فخلف كل نازح سوداني، من منزله اليوم، في جوفه متحف، أشباح قصصه: قهر جور إكراه إرغام، نازح يترك بيته، ويفتقر للبديل، باحثاً عن ملاذ لجسده في السودان الواسع نعيش فيه ونحن أحياء، كأننا في اليوم الذي يفر فيه المرء من أبيه وأمه وأخيه وأهله، بحثاً عن منزل في أي منطقة كانت أقل اضطهاداً أو أكثر أماناً لا يسمع فيها أزيز الأسلحة الصغيرة أو الكبيرة، لكنه لا يستطيع أن يمنع عينيه من البكاء، حين يحمله الحنين إلى بيته الذي يحفظه طوبة طوبة باباً باباً غرفة غرفة، لا يستطيع نسيان ذكريات الوجع التي جعلت منه نازحاً، ولا يبرح خيال الأطفال الجثث المرمية في الشوارع، أو تهديد والدهم أمام أعينهم، تعود الذكريات كالنار تحت الرماد، وكل من تسبب في خراب الوطن، الذي يقتل فيه الناس بعضهم بعضاً، علانيةً، بهياج، ففي الوطن السوداني، ماتت الأماني الحرة، كما يموت إنسانه. كتبت (بضم الكاف) أيام الحروب، كأبناء للسودان، أن نكون بدواً رحلاً أن نسدد فواتير الهوان المحيقة للوطن، في بلدي من يدعو إلى موت الناس يعتبر بطلاً ومن يدعو إلى حياتهم يعتبر خائناً، ففي بلدي هناك وظيفة تسمى (فلنقاي وأشاووش) ففي بلدي تتوزع أسر على مداد خارطة الوطن والعالم، بأمل في إياب شيك لشوارع بيوتنا أو وعد بعودة قريبة لأن الحرب بدأت في العد التنازلي، ونعلم يقيناً بأن أول طلقة أطلقت أي زمن بعدها تنازلي. في بلدي أحزم أمتعة سفر من أجل البقاء أسر خرجت بحافظة ماء ومواد غذاء في شنطة بدل الملابس ولا يعلمون أين الوجهة يتجهون، في بلدي اتجه الناس اتجاه الآخرين كسرب الطير في السماء، ولكنهم على الأرض يوطئون الأتربة، بعضهم حفاة وقلوبهم على مصير فلذات أكبادهم ومنهم من نسي أو أضاع فلذة كبده يوم الفرار، في بلدي أهوال حالت بيننا كاهل السودان بني جلد واحدة نتحدث لغة واحدة وندين بدين واحد، لكن نزق الشيطان فأخلفنا: “أنا وابن عمي على الغريب” في بلدي الآن يحاول أن يقودنا التافهون بالسلاح. في بلدنا الآن يلحن البعض نزحنا بهجرنا وللأسف لم نهجر، فإن مشينا مع لفظ هجرنا فلسنا كأصحاب الكهف الذين فروا بدينهم خوفاً من الرجم والفتنة ولسنا كموسى الذي خرج بقومه غضباناً أسفاً، خوفاً من فرعون وملته، ولسنا كنبي الله، وخاتم الرسل، محمد صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، الذين تركوا خلفهم أرضهم وممتلكاتهم دون حارس متوكلين على الله باحثين عن اللا شيء. في بلادنا الآن بعض الناس ملقون على الأرض، ملطخون بالدماء والعرض دنس والمال مسروق بفعل فاعلين يلبسون ثوب الفضيلة وغاطسين في الرذيلة، يرى نفسه لابساً الوطنية والشعب يراه عرياناً، بقوله بأن البلد لا تصلح إلا بقوة السلاح، ياخ من قال لك؟ شوف السلاح عمل فينا شنو؟ في بلادنا ليس القوي من يدخل مدناً لكن الضعيف هو من نزح من أرضه، ونبش عرضه وسرق ماله، نازحون لاجئون وجرحى مفقودون، وصابرون وما صابرون وجائعون مرضى.

يمكنك مشاركة هذا المحتوى :

تعليق واحد

  1. مشاءالله تبارك الله
    الف الف الف مبروووك
    مزيد من التقدم والنجاح
    يارب العالمين

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *