السودان: من نافذة التاريخ إلى الأمل المتجدد

يطل السودان من نافذة التاريخ، شامخاً بعظمته، متألقاً بحضاراته المتعاقبة، إلا أنه يخفي وراء هذا الشموخ جراحاً عميقة، وآلاماً متجددة، أرض خصبة، غنية بمواردها، تغري الأطماع، وتثير شهية المحتلين عبر العصور. بين فرص نهضة منتظرة وتحديات تهدد استقراره، يتخبّط السودان في صراع مرير بين ماضٍ مرهق ومستقبلٍ مبهم.

نجد أنفسنا نتأمل في هذا الوطن، كما نتأمل في وجه قديم، فيه تجاعيد الزمن، وآثار المعارك، ولكن فيه أيضاً لمحة من جمال لا يمكن إنكاره. فثراء أراضيه الزراعية يوسع الآمال، وخيراته الطبيعية تشجع على البناء والتنمية. لكن قوىً خفيةً تحاول أن تحول هذه الخيرات إلى مصدر صراع وفتنة.

الصراعات القبلية لا تزال تلقي بظلالها على البلاد، مهددة وحدتها وأمنها، والتدخلات الخارجية تعقد المشهد السياسي، مغذية نزاعات لا تنتهي. يحاول البعض التشبث بماضٍ غابر، بينما يحلم آخرون بمستقبلٍ أفضل، متصارعين على ركام أحلام متساقطة.

ورغم كل هذه الصعوبات، يبقى الأمل متجدداً، كشجرة تقاوم عواصف الزمن، الشعب السوداني يتمتع بإرادة صلبة، وقدرة على المقاومة. وإن كان المسار طويلاً وشاقاً، إلا أن الوصول إلى شاطئ الأمان يمكن أن يكون ممكناً، بالتعاون والحكمة، وبإعادة البناء على أساس المصالحة والمساواة. فالسودان ليس مجرد أرض للمطامع، بل هو وطن ينادي بأبنائه لبناء مستقبله، مستقبل يشرق بأمل جديد.

هل يجيب النداء؟