أين هي أمريكا التي تغنت بالقيم والمبادئ؟ أين هي الدولة التي نصبت نفسها حامية للديمقراطية وحقوق الإنسان؟ سؤال يتردد صداه اليوم، بينما نشهد انحداراً مدوياً لدولة لطالما تباهت بعظمتها أمريكا اليوم يترأسها رئيس غارق في الفساد والرشوة، يتخلى عن قيم دولته مقابل حفنة من الدراهم، ليتحول إلى أداة طيعة في يد من يدفع أكثر.
وها هي أمريكا تتهم السودان زوراً وبهتاناً باستخدام أسلحة كيميائية! اتهام باطل، لا دليل عليه ولا ضحايا له ولا زمان ولا مكان! اتهام يثير السخرية والاستنكار ويكشف الوجه القبيح لأمريكا “المبيوعة” التي باعت ضميرها وسيادتها لمن دفع أكثر.
أمريكا من حامية القيم إلى خادمة الدراهم، كيف تجرؤ دولة تدعي العظمة على توجيه اتهامات خطيرة لدولة أخرى دون أي دليل أو سند؟ كيف تسمح لنفسها بتشويه سمعة بلد لم يرتكب جرماً، وترتيب قرارات ظالمة بناءً على مجرد ادعاءات كاذبة؟ الجواب بسيط ومرير لأن الدراهم الإماراتية أغرتها والرشوة أعمَت بصيرتها.
إن ما يحدث اليوم ليس إلا جزءاً من حرب عدوانية تشنها الإمارات على السودان، مستخدمة في ذلك المال السياسي لشراء الذمم والتأثير على القرارات لقد اشترت الإمارات ولاء المسؤولين الأمريكيين وعلى رأسهم ترامب واشترت المؤسسات الأمريكية حتى البيت الأبيض نفسه لم يسلم من سطوة المال الإماراتي.
امريكا فقدان المصداقية وتكرار الأخطاء، فقد صدق السفير التركي فاتح يزدي حين قال: “لقد فقدوا مصداقيتهم منذ سنوات، حين شنوا حرباً بادعاءات باطلة بوجود أسلحة دمار شامل في العراق” فالتاريخ يعيد نفسه وأمريكا “المبيوعة” تكرر نفس الأخطاء وتشن الحروب وتفرض العقوبات بناءً على ترهات وأكاذيب، لإن ما يحدث ليس له علاقة بالقيم أو القانون الدولي، بل هو صراع على المصالح والنفوذ والقوة والمال، المال اشترى الضمير، واشترى القرار معاً أهل السودان يرددون الحل في البل واضيف له الحل ليس مع الغرب “المبيع” بل في الشرق “المنفع” محور الشرق هو الخلاص ويا سودان أبحر شرقاً حيث الضمير والإنسانية.
Info@mohanedosman.com
يمكنك مشاركة هذا المحتوى :