د.مهند عثمان التوم🖊
في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها السودان وتسعى الحكومة إلى بناء دولة حديثة ذات مؤسسات فاعلة، برز أخيراً نمط غير مريح في إدارة الشأن العام، يتمثل في تراجع رئيس مجلس الوزراء عن المبادئ المؤسسية والعمل الجماعي واعتماده على اتخاذ القرارات بشكل فردي، من دون التفاعل مع المؤسسات المختصة واعتراف واضح بأهمية التكاتف والتنسيق بين مختلف القطاعات، د.كامل يتناسى المبادئ المؤسسية الجماعية ويتصرف بمعزل عن المؤسسات القائمة مما يهدد مسيرة العمل الحكومي ويُهدِر على الدولة فرصة الاستفادة من الخبرات والتكامل الإداري الذي بشر به بعد أداء القسم
فمشروع حكومة الأمل الذي أعلنه رئيس الوزراء الهدف بناء مؤسسات إدارية متكاملة تكون قادرة على أداء مهامها بكفاءة وفعالية تعتمد على قيادات متخصصة تتلاقى في العمل وتنظم الأداء في جميع القطاعات ومع ذلك، فإن تصرفات أدريس الأخيرة تشير إلى انحراف واضح عن هذا النهج حيث يميل إلى اتخاذ القرارات والتصريحات بشكل منفرد ويُقرِر ويُوجه دون استشارة أو تنسيق مع المؤسسات المختصة.
آخر ما قام به زيارته لمدينة الخرطوم والإعلان عن إعمار الخرطوم في ظرف ستة شهور وبذلك وضع أثقال علي البلدوزر والي الخرطوم الرمح الملتهب في ولاة الولايات وبذلك الثقل ستبطئ حركته رغم قبوله للتحدي كمثال واضح على الحماس الزائد لكامل أدريس فالشعب يا كامل لا يريد حديث سياسياً، فبينما كان الشعب ينتظر أن يعود الي بورتسودان بعد هذه الزيارة بمعلومات قيمة عن المشاكل التي قد تواجه عملية الاعمار، ويعرضها على ذوي الاختصاص لاتخاذ القرار المناسب، إلا أنه خالف ذلك، ومرر القرار بشكل منفرد، متجاهلاً أهمية المشورة والمؤسسية.
التصرف الذي أقدم عليه أدريس يدل على شعور بالتفرد، واعتقاد بأنه صاحب الرأي الوحيد الذي يملك الحلول وكأنه استعراض شخصي ونهج يقوض العمل الجماعي ويعكس شعوراً بالتفرد، يُعمّق من أزمة الثقة بين المؤسسات ويُضعف الأداء الحكومي
من الضروري أن يعود رئيس الوزراء إلى المبادئ المؤسسة للعمل الحكومي، وأن يحرص على تقوية المؤسسات فهي الركيزة الأساسية لنجاح أي برنامج وطني العمل الجماعي المؤسسي هو السبيل الوحيد لبناء دولة قوية ومؤسسات فاعلة تتكاتف لتحقيق التنمية والاستقرار.
وفي الختام، نوجه رسالة واضحة لأدريس ولجميع القيادات: “يا كامل، عد إلى المؤسسات واحرص على تعزيزها فهي الصورة الحقيقية للعمل الوطني عبر تنسيق وتعاون جميع الأطراف، فهي نقطة القوة لتحقيق التنمية والنهضة. العمل الجماعي، وتحقيق التنسيق، ونبذ التفكير الفردي، هي المفاتيح لبناء الدولة التي يحلم بها شعبنا، والتي تستند على قواعد قوية من المؤسسات الراسخة، التي تضمن الاستقرار والنمو لكل سوداني وسودانية.
Info@mohanedosman.com
يمكنك مشاركة هذا المحتوى :
