العنكبوت

الاخبار | مقالات سياسية | إجتماعيه | رياضية

المقالات

كر البلقاء: لماذا فاشر السلطان


🖋ممدوح حسن عبد الرحيم🖊
إن من يظن ان حرب السودان هي حرب عبثية اما ان يكون وإهما أو فاهما هو واهم إذا ظن انها بين طرفين مسلحين اطلق أحدهما الطلقة الأولى عبثا وحراق روح او هو فاهم طبيعة الصراع الاستعماري والاطماع الدولية وهو طرفا اصيلا في التامر وترويج الأوهام لصرف النظر عن الأسباب الحقيقية للحرب ٠
كانت المليشيا تسيطر على العاصمة القومية ولكنها لم تفكر في إعلان دولة وهذا ليس عبثا ولا عجزا ولكنه مستحيلا لموقع العاصمة
الإتجاه نحو دارفور مقصود ومدروس حسب التأريخ والواقع ٠ دارفور عبارة عن هضبة تنتشر فيها المراعي وتتخللها بعض المرتفعات وتبلغ مساحتها ما يساوي مساحة فرنسا ولها مركز متوسط بين وادي النيل وإفريقيا الوسطى مما جعلها تعد من المراكز التجارية الهامة ولها موقع استراتيجي حيث حدودها مع ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى وتتصل بمصر عن طريق درب الأربعين ٠ وتمثل الفناء الخلفي لنزاعات وسط أفريقيا نظرا لحدودها المفتوحة ومساحتها الواسعة وكذلك تمثل عمقا استراتيجيا لدولة تشاد التي تشترك معها في التداخل القبلي بأكثر من ثلاثة عشر قبيلة مشتركة ٠
تمثل دارفور بعدا حضاريا شامخا منذ السلطان سليمان سولون الذي اعتلي عرش دارفور عام ٨٤٩ – ٨٨١ هجرية الموافق ١٤٤٥ – ١٤٧٦ م
والذي فتح دارفور للهجرات العربية واستدعي الفقهاء من الشرق وشجع التجارة وأسس المدارس والمساجد وتوسعت الدولة واتسع سلطانها على كردفان في عهد السلطان تيراب ١٧٦٨ – ١٧٨٧ م حتى بلغت من الشمال بئر النترون في الصحراء الكبرى ومن الجنوب بحر الغزال ومن الشرق نهر النيل ومن الغرب منطقة واداي ووصل نفوذ سلطنة دارفور اقصاه في عهد السلطان عبد الرحمن الرشيد ١٧٧٨- ١٧٩٩ والذي نقل العاصمة من بلدة طرة إلى مدينة الفاشر واتصل بالسلطان العثماني واعترف به
دام حكم سلاطين الفور نحو ثلاثة قرون ١٨٧٥-١٩٠٠م كان الحكم فيها للولاة المصريين وخلفاء المهدية وقد شكلت دارفور دولة مكتملة الأركان مما جعل حكومة السودان تعترف بعلي دينار سلطانا لها والذي كان يتصرف كسلطان له دولة وكان يرسل كسوة الكعبة من الفاشر الي بيت الله الحرام ما يقارب العشرون عاما بل عمل مصنعا في الفاشر لكسوة الكعبة ومما يجدر ذكره ان اول مصنع سعودي لكسوة الكعبة كان في عهد الملك عبدالعزيز عام ١٩٢٧ م
تم اكتشاف البترول واليورانيوم في شمال دارفور
اقترح غوردون باشا في مؤتمر برلين عام ١٨٨٤م ضم إقليم دارفور للمستعمرات الفرنسية
لم تكن دارفور كما مهملا بل ظلت مطمعا وهدفا تصوب عليها الأعين وما تخفي الصدور ٠
فهي دولة وسلطنة وشعب وتأربخ
فانتبهوا يا اولوا الألباب فهي عمق السودان وحافظة القرآن ومأوي اهل الإسلام
إنها ليست حربا عبثية والسلام

يمكنك مشاركة هذا المحتوى :

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *