في مشهد غير عادي شهدته واحدة من أكبر الفعاليات الرسمية في الولايات المتحدة عرض كندريك لامار الذي يحضره الرئيس الأمريكي كاكبر محفل رياضي ومخاطرته مما أدى بالسلطات الأمنية بالقبض عليه ومن ثم إخراجه من ساحة العرض واطلاق سراحه وأكد بالرغم ما يفعله ترامب بحق شعب الدولتين يسعى لإظهار دعمهم لهم من الولايات المتحدة وتعريفهم بالمحنة التي يتعرض لها الشعبين ، لفت الناشط الأمريكي الشهير المعروف باسم (ذو القرنين) الأنظار إليه عندما رفع علمي السودان وفلسطين في حضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موقف أثار الإعجاب والاستفهام حول دوافعه والرسالة التي أراد إيصالها للعالم أجمع.طالما كان ذو القرنين شخصية مثيرة للجدل يجمع في شخصيته بين النشاط الحقوقي والإبداع الفني معبراً عن القضايا العادلة بمزيجٍ فريد من الجرأة والإصرار، ويبقى التساؤل قائماً ما الذي دفع هذا الناشط إلى رفع علمي السودان وفلسطين في سيرك للرئيس ترامب بعد أن أفصح عن سياسته تجاه فلسطين وغير المعلنة تجاه السودان؟ فهل كان يبعث ذو القرنين الناشط السياسي الحقوقي الأمريكي إن اختياره رفع علم السودان يرمز إلي الأمل والتضامن مع شعب يعاني من تداعيات الصراعات المستمرة وسعيهم الدؤوب لتحقيق السلام والاستقرار، أما علم فلسطين فهو يبرز الالتزام العميق تجاه حقوق الشعب الفلسطيني الذي لا يزال يحلم باعتراف العالم بحقوقه غير القابلة للتصرف، عندما قبض ذو القرنين بيده علي العلمين الملتصقين السوداني بالأعلى والفلسطيني بالأسفل ومكتوب بهم اسم الدولتين باللغة الانجليزية ورفعهما عالياً، لم يكن فعله مجرد احتجاج صامت بل رسالة للإنسانية تدعو للعدالة والسلام والتضامن مع الشعوب المظلومة، حملت هذه اللفتة البسيطة في شكلها البليغة في مضمونها دعوة للجميع لإعادة النظر في المواقف والسياسات والوقوف بجانب الحق.
استطاع ذو القرنين في تلك اللحظة أن يجسد قولاً وفعلاً بأن الالتزام بحقوق الإنسان وحريته لا يتوقف عند الحدود الوطنية وأن الضمير العالمي يجب أن يكون صوتاً للمظلومين في كل مكان بغض النظر عن الضغوط السياسية أو المصالح الضيقة، فعندما يُرافع عن قضيتين كالسودان وفلسطين فإن ذو القرنين يدعو إلي وعي جمعي عالمي يتجاوز الانقسامات الأرضية ويناصر الناس في سعيهم لتحقيق حياةٍ كريمة وآمنة، إن شجاعته في استخدام منصته لإيصال أصوات لا تُسمع هو تذكير بقوة الأفراد في إحداث تغيير حقيقي.
يمكنك مشاركة هذا المحتوى :


