العنكبوت

الاخبار | مقالات سياسية | إجتماعيه | رياضية

المقالات

غزة والسودان بين المتابعة السينمائية والتهديدات الأمريكية

تعصف الأحداث المتسارعة في منطقتي غزة والسودان بالتوازنات الإقليمية، وتجذب أنظار العالم إليها كما لو كانت علي مشارف شاشة سينمائية عملاقة تُعرض أحداث فيلم أكشن متسلسل، لكن تحت بريق الإثارة والدرامية تنذر تلك الأحداث بتبعات خطيرة تتجاوز الشاشات لتلامس واقعاً متفجراً قد يهدد الأمن والاستقرار في المنطقتين برمتهما.
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة من الجدل بتصريحاته النارية الأخيرة حول قطاع غزة فبعد التوصل إلي اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي أثلج صدور العديد فاجأ ترامب الجميع بمطالبة مصر والأردن باستضافة سكان غزة لمدة خمسة عشر عاماً حتى اكتمال عملية إعادة الإعمار ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل اقترح ترامب تحويل غزة إلى جنة عقارية عبر شراء أراضيها وتحويلها إلى مشاريع استثمارية، والأكثر صدمةً كان تهديد ترامب بإلغاء الاتفاق برمته والشروع في هجوم شامل وشيك علي غزة إذا لم يتم الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين بحلول يوم السبت، وفي تصعيد آخر شدد ترامب على أهمية تهجير سكان القطاع متوعداً بقطع المساعدات الأمريكية عن مصر والأردن إذا ما رفضتا تنفيذ هذا المخطط المحفوف بالمخاطر.أما بخصوص السودان قد لا تكن التوجهات الأمريكية بعيدة عن خطوات غزة التي أدخلت العالم في حيرة، فالسودان، أحد الأجندة القادمة في البيت الأبيض بالإعلان الرسمي للسياسة الأمريكية الجديدة تجاه السودان، سنشهد أفلام فيلم أكشن متسلسل كالافلام الهندية التي تتناول قضايا سياسية ككشمير أو الصراع الهندي الباكستاني، مع ظهور ابطال جدد من امريكا والسودان، خاصة رجل الاعمال السوداني الذي شارك في حفل تنصيب ترامب، ومتوقع الاعلان عن التوجهات الأمريكية قبيل القمة العربية الطارئة التي سيحضرها رئيس مجلس السيادة البرهان بمصر، ويظل السؤال هل سيستمر البرهان كحليف لترامب وإكمال ملف علاقاتهم التي ابتدرت في خواتيم عهد ترامب الأول علي حساب العلاقات الأمريكية الإماراتية؟
تضع هذه التصورات القمة العربية الطارئة المرتقبة في القاهرة يوم 27 فبراير أمام تحدٍ هائل ومعادلات صعبة، حيث يجد القادة العرب أنفسهم مطالَبين بإيجاد حلول توازن بين الضغوط الأمريكية وواقع الأرض الملتهب، خاصة بعد تأكد وزير الخارجية الأمريكي الجديد دعم الإدارة لمقترحات ترامب داعياً إلي التوصل إلى بدائل لهذه الأزمة المعقدة.
بينما تشتعل الساحات السياسية وتتعالى الأصوات علي المسرح الدولي يظل سكان غزة والسودان بين طيات الأمل واليأس آملين في أن تُلهم الحنكة السياسية صناع القرار لإيجاد مخرج لهذه الأزمة الإنسانية قبل أن تتفاقم الأمور أكثر، إننا أمام لحظة تاريخية حرجة تتطلب الحكمة والتروي للحفاظ على استقرار المنطقة وكرامة شعوبها.

يمكنك مشاركة هذا المحتوى :

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *