العنكبوت

الاخبار | مقالات سياسية | إجتماعيه | رياضية

المقالات

كر البلقاء يكتب: همسة عائد

الطرقات الكئيبة تبتئس لغياب الأنفاس الطاهرة الزكية والاقدام الهينة اللطيفة والعرق الهطال من حر وسموم من جبين كادح مهموم ٠
الطرقات المكتظة والأسواق المنتظمة كانت منا ونحن منها نحبها وتحبنا نشتاق إليها وتشتاق إلينا تطرح جبينها وتفرد يديها وطالما استمتعت بصوت الآذان وضحكات المرح وتواصل الجيران ٠
طالما عشقت ضحكات المرح من عمق الوجدان ولحظات السمر بين بني الإنسان وأحاديث الروح في المساجد وبين الجدران إنه إنسان السودان ٠
طرقات الخرطوم الكئيبة بدأت في الابتسام وهي تستنشق دعاش صباحات الإنتصار والعزة والفخار صباحات الفرح الكبير في عز الهجير وتفرش للعائدين بساط الحرير الأحمر النضير للصغير قبل الكبير ٠
صحيح ما زالت أطلال العربات المنهوبة ملقاة باهمال كأنها أجساد رجال هياكل بالية محروقة باصرار لا تظهر فيها لوحة كعنوان ولا لون ولا بيان رأسا على عقب راقدة كأنهم خشوا ان يستفاد منها وهي واقفة شامخة لم تستسلم لهذا العدوان
راقدة الآن تستعيد ذكريات من كان عليها مطمئنا هو وأسرته الكريمة واطفاله البريئة كانت تستأنس بضحكاتهم وتعشق كلامهم تستريح بحملهم وتستمتع بجمالهم وتتكتم على خصامهم تعرف افضالهم وتحترم رجالهم ٠
عدنا إليك أيتها الخرطوم الجميلة فافردي جناحيك الرحيمة ٠ تجملي استبشري تعطري اطردي خبث اللئام ودرن الهوام الذين جثموا على صدرك الحنون وناموا على فراشك المصون ولم يراعوا خلق ولا دين
عدنا إليك وما زال نقر الرصاص على جدرانك الجميل لوحة مجنونة كأنها روؤس الشياطين
دلفنا الي بيوتنا لأول مرة بعد غياب طويل ونزوح وويل وهجران جميل
يا الله!!!
هل ضللنا الطريق فقد رأينا آثار حريق ٠
هل زاغت الأبصار فقد رأينا ثمة تخريب ودمار راينا اطلال رأينا آثار رأينا احجار لم نر جار لم نرى حتى بهيمة ولا كلب ولا طير يطير بجناحيه حول الدار لم نر الا أشجار لم نر إلا قمامة  هل هذا إعصار هل هو نفخة نار ٠
سال الدمع بتكرار ومعه صوت واستعبار إنها دموع الرجال
لملمنا ما تبقى تحت الانقاض بحثنا عن الماء الفياض مسحنا كل درن وخراب فعادت الطيور اسراب عاد النسيم العليل الخلاب عاد الاحباب وفتحت الأبواب
وانطوت صفحة عذاب
يا ليتها عظة وعتاب

يمكنك مشاركة هذا المحتوى :

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *