
تمايزت الصفوف بوضوح بطلها المتحجّر في مكانه وزمانه السحيق في هضاب معاقل دارفور بتنقّله في مسارات القبلية وقوداً لاستمرار واشتعال الضغائن بين أهل دارفور، فأبتلت العقول بالرجعية المضلّةً للناس وتكتّلت الأنسجة القبلية فأصبح دم لحمة دارفور ماءً، مما يصعّب علي النفس بدء الحديث عن الطريق العظيم كلّنا من آدم وآدم من تراب كلّنا حبّونا في تراب دارفور يومها لا نعرف أي بقعة أرضية نطويها حباءً أو أي قبيلة ننتمي إليها، وبتفتح بصائرنا نجد أن القيح المجهر جهاراً تتمحور في تضاريس المتحسّسين بريشة برأسه تهامّ بالتصورات: اقبلني وأنا لا أقبلك، جاهرين بفوضى ملفوظات نتنة ضارة ساذجة مزدحمة بظلوم اللامعقول الديني علي آثار عنصرية الجاهلية كالعربية تتلحّفهم السماء فيسرعوا في مأوى العنصرية والقبلية، لم يكن التاريخ بأن تجمع أجسام القبيلة الحروب وتبغض مسلّمات التعايش السلمي الذي ظلّ تاجاً تضعه حكمتنا القبلية أينما حلّت وارتحلت وتدخل أواسط المجتمعات بالمصاهرة لا بفواحش الأقوال أو لسنّ اللسان والحديد، فحكمة الربّ في جعلنا شعوباً وقبائل نتعايش لا نتناحر أونعلن نحر الحمية الاجتماعية بصدور أقوال من بيوت الحكمة القبلية تدهن الجسد الدارفوريّ بالنجاسة القبلية فتتباطأ الأعمال الصالحة وتتيبس الدارفورية بانسكاب مثقفيهم في رفات أموات القبيلة بوهم وبطلان، فماذا ينتظر في القريب إنسان دارفور؟ هل ينتظر قبليات طاقيةً لكلّ فعل بعيداً عن العنصرية وأحيائها ويقتلوا عقولهم بلا نهاية ووضع وتتباكي الأحرف بتصريحات القبلية من الراعي والرعية مغريةً بلا قار دارفوريّ؟رسالة للزعامات الأهلية: من حقّكم دعم جهات ومن حقّ الآخرين أن يدعموا جهات لكن يجب علي كافة الأجسام والأطراف القبلية الفاعلة العمل على حفظ النسيج الاجتماعي الذي زاد انشراحه بسبب الحرب، فالنبحث معاً عن رتق النسيج لا قطع الشعرة الرقيقة، فالسلام السياسي مهر ورقة موقّعة عليها لكن السلام الاجتماعي إن سقط سيهدم المجتمعات ويصعب بناؤه وإن استخدمنا أمهر المهندسين وعمال البناء، وستقلّ الأفعال والأقوال المحفوظة في صندوق المحاكمة المجتمعية بعدم تدويرها وقتما أوقدت شرارة، وفي أقوالنا يجب أن نراعي كلّ العلاقات التي تربطنا بمجتمعات ومناطق حتي لا تكون سبباً لقريب يقرّ غريباً في بقعة دارفورية كلّ أجزائها مرتعنا.
يمكنك مشاركة هذا المحتوى :