في خضم التحولات المتسارعة التي تشهدها الساحة السياسية وتعيين وزير خارجية قريباً قبل تكليف د.كامل إدريس رئيس للوزراء وحله للحكومة ومن خلال البرنامج الذي طرحه في خطابه، تبرز أهمية وزارة الخارجية كحصن للدبلوماسية وعنوان للعلاقات الدولية، ومع تقديرنا للوزير الذي تم تكليفه قريباً، يبقى السؤال مطروحاً هل تضطلع الخارجية بدورها كاملاً في هذه المرحلة الدقيقة؟
إن اختيار الكفاءات الدبلوماسية يمثل حجر الزاوية في بناء سياسة خارجية ناجحة ولا يخفى على أحد أن أسماءً لامعة كالسفير الحارث إدريس والسفير علي قاقرين والسفير البروفيسور حسن علي الساعوري والدكتور غازي صلاح الدين العتباني والدكتور التجاني سيسي، وغيرهم من القامات الوطنية، التي لها بصمات واضحة في مسيرة السودانية الخارجية
فالمذكورين ليسوا مجرد قيادات ورقية بل قامات تجد التقدير والقبول من الشعب السوداني لانهم قادة فكر ورؤى يمتلكون القدرة على تحليل المشهد السياسي المعقد،وصياغة استراتيجيات ذكية تخدم مصالح السودان، إن خبرتهم الواسعة في المحافل الدولية وفهمهم العميق لآليات صنع القرار العالمي تجعلهم الخيار الأمثل لقيادة الدبلوماسية السودانية في هذه المرحلة الحرجة.
السفير الحارث إدريس بخبرته في الأمم المتحدة كمندوب دائم يمتلك شبكة علاقات واسعة وقدرة على التواصل الفعال مع مختلف الثقافات، السفير علي قاقرين بتاريخه الدبلوماسي المشرف يمثل رمزً للنزاهة والوطنية، والسفير البروفيسور حسن علي الساعوري الدبلوماسي الحصيف والمفكر والعالم بالجامعات السودانية الذي نهل من علمه معظم دبلوماسي السودان ممن درسوا بالجامعات السودانية رمزا للتنقراط العلمية والعملية، والدكتور غازي صلاح الدين العتباني بعقله المتفتح ورؤاه المستقبلية، يمكنه أن يضع السودان على الخارطة كلاعب إقليمي مؤثر، والدكتور التجاني سيسي بتأثيره في السياسة الدولية، قادر على جذب الاستثمارات والتعاون الدولي إلى السودان، هؤلاء بما يملكونه من خبرة واسعة ورؤى ثاقبة، قادرون على تمثيل البلاد خير تمثيل في المحافل الدولية، والدفاع عن مصالحها العليا بحكمة واقتدار، ففي حالة اختيار أحدهم ستكون الخارجية هي السفينة التي تحمل علم السودان في عمق محيطات السياسة الدولية المتقاطعة، وسيكون هؤلاء القادة هم الربان الماهر الذي يقودها بحنكة واقتدار.
إننا لا نقلل من شأن الجهود التي يبذلها القائمون على وزارة الخارجية، ولكننا نؤمن بأن الاستفادة من خبرات الكفاءات المذكورة وغيرها، يمكن أن يضيف بعداً جديداً للعمل الدبلوماسي ويعزز من قدرة البلاد على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
الخارجية يا معالي الوزير كامل إدريس، هي مرآة الوطن ولسانه الناطق باسمه، فلنجعل هذه المرآة تعكس أفضل ما فينا وليكن هذا اللسان فصيحاً في التعبير عن تطلعاتنا.
info@mohanedosman.com
يمكنك مشاركة هذا المحتوى :