*جاء عيد الأضحى هذا العام على الشعب السودانى موشح بثوب السواد مطرز بدموع اليتامى مؤطر بإطار ولوعة محروقات الحشاء من الأمهات ومن عيون الأرامل بمختلف الأعمار تطل الفجيعة والأسى على مستقبل يحمل فى طياته أسئلة من دون أجوبة هذه اللوحة الكئيبة الحزينة رٌسمت فى صبيحة عيد الأضحى المبارك ومن بين الأحزان تطل أحزان أخرى وأوجاع تتبعها آهات وعبرات نسكبها سرا وجهرا ونردد فى صمت وصبر يا الله تلزمنا الصبر وتربط على قلوبنا*.
*يجئ عيد الأضحى هذا العام والسودان بأكمله تحول الى سرداق عزاء كبير من أى بيت مفقود ولد وفى أى بيت نازح ولاجئ تشتاق لهم الديار وتحن أنفسهم الى لمة الأهل والأصدقاء وعناق الأحبة فى ساحات المساجد عقب الصلاة ودعوات الحبوبات الخالصة التى تنبعث من القلوب قبل أن تنطقها الشفاه وترديد الكلم الطيب مع خالص الأمنيات بطيب العيش وتمنى تناول كوب الشاى على نغمة أفراد الأسرة الكبيرة وطعم فرحة الصغار وهم يرتدون جديد ثيابهم تتعالى صيحاتهم بعد أن توزع عليهم العيدية*.
*أجهزة الموبايل حملت اللوعة والحنين وكانت الدموع العنوان الأبرز بين الأسر الموزعة والمفرقة بين عدد من الدول ويبقى الحزن والاسى والأسية هو العامل المشترك وأحلام ماتت بفعل الحرب وويلاتها صبايا فى عمر الزهور تحطمت آمالهن بعد أن كن يحلمن بالعديل والزين إشتاقت أجسادهن للطلح والكليت والشاف فمدت الحرب لسانها مثل لسان الشمتان وكأن الأحزان قد كتبت على الشعب السودانى وحده وكذلك الدموع والآلام والأشجان هذه هى لوحة عيد الأضحى الذى صادف اليوم ٦ / ٦ / ٢٠٢٥*.
*عيد هذا العام بطعم العلقم ولون السواد ورائحة الموت وعبق البارود وأزيز المسيرات وأصبحنا نخبئ دموعنا من أطفالنا خوف هزيمتهم النفسية بعد أن تحولت ثقافتهم الى ثقافة حرب وتبدلت العبارات والمفردات الى جغم وفتك ومتك وبل بس أطفال اصبح همهم الحصول على كوب حليب وجرعة دواء بعد أن تعطلت المدارس وتحطمت قاعات الجامعات وشاخت أحلام طلاب الجامعات فى التخرج او العودة الى قاعات الدراسة فأصبحت الحيرة والحسرة والعطالة لسان حالهم يبحثون عن مخرج ولن يجدوا غير النحيب إجابة*.
*جاء عيد الأضحى هذا العام وقد عافت أرض السودان نزيف الدم ورائحة الدم ورغما عن هذا نجد السياسيين السودانيين ما زالوا يمارسون ذات الأدوار القميئة القبيحة ويمارسون الخيانة العظمى لشعب السودان ويمارسون أعلى درجات العمالة والإرتزاق والمحصلة مزيدا من الإقتتال والخراب والدمار والثمن أن يتحولوا من فندق الى فندق ومن دولة الى دولة ومن مؤتمر الى مؤتمر وهم يجلسون على جماجم ضحايا الحرب هذا هو حال الشعب السودانى وعيد الشعب السودانى ويبقى السؤال متى نلقى عصا الأحزان ؟*.
yassir.mahmoud71@gmail.com
يمكنك مشاركة هذا المحتوى :