العنكبوت

الاخبار | مقالات سياسية | إجتماعيه | رياضية

المقالات

سودانٌ يغالبه النعاس

الواجبُ أن نحبّ السودان ونحترم ماضيه على ما فيه من عيوب، فالحيوانُ يحِنُّ إلي وطنه الذي نشأ فيه وترعرع  والطيرُ يهفو قلبه إلي سكنه ولا يهدأ له بال حتي يرجع إليه، فالسودان وطنُنا الذي ننعم بالعيش فوق أرضه وتحت سمائه ونشرب ماءه ونأكل نباته ونشقى بما يُشْقِي ضميره، أليس من عرفان الجميل أن نحترم هذا السودانَ الجاشيَ بدموعه المُنْحَدِرَةِ علي خدّيه الكثيفة وآلامه بتُقْرِحُ كبده، يطلب بتوسّلٍ وبكاءٍ زوالَ ما فيه من ضير وأن نقيمه علي قدميه؟ السودان ليل والسوداني سائقٌ نائمٌ في عالم الأحلام والذكريات، واقع الأمر السوداني بأن أكبر الأزمات التي يعانيها هي الصفوةُ غيرُ المدرِكةِ لِمُسْتَلْزَماتِ المسؤولية، المُستغلّة السياسةَ استغلالاً حامداً، مُقْصِراً علي ما تدعو إليه الأطماع، يُفكِّرون في مصالحهم الشخصية دون منفعة البلاد بِتَبَجُّحٍ بأن لهم حقوقاً ونَسُوا بأن لهم واجبات، يتكاثر المستبدون بخبطانِ الخابطين في السودان الذي يغالبه النعاس ويتمطط ويحاول التغيّظ كَالْطفل.
   فواجهةُ الوطن مركبٌ تائهٌ يقوده ملاحون مغامرون في محيطٍ نزقٍ عصى المرفأ، فنزق السودان التخلّف وقضية السودان التنمية، فإصلاح حال الوطن الآن بيد الشباب، فالواجب أن يتحدوا ويتعمّقوا في معرفة واجبات السودان بأن تَتَنَزَّهَ عقولهم وسَمرُهم فضول الكلام لنَظافةِ قيحِ الوطن لإنقاذه من ويلاته بالتجرّد من مهتوكات الوطن بوحدةٍ نجد فيها تخطيطاً وتنفيذاً لأحلامنا، فلا اختلافُ آدْيانِنا ولا عاداتنا ولا جغرافياتنا تُدْرِكُ أن فعاليتها لا تكتمل إلا بالإدراك المتكامل لذاتها، والانفتاح الرشيد نحو فكرة وطنية بلا حدود ولا تحيّز ولا تحامل.

يمكنك مشاركة هذا المحتوى :

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *