العنكبوت

الاخبار | مقالات سياسية | إجتماعيه | رياضية

المقالات

العنكبوت يكتب: السودان جراح الماضي ونزف الحاضر إلى متى؟

لطالما كان السودان بثرائه التاريخي وتنوعه الثقافي، مهداً للحضارات وملتقى للأعراق، غير أن هذا البلد الشاسع الذي يختزل في ترابه حكايات المجد والأمل، يئن اليوم تحت وطأة صراعات مزمنة وجراح لم تندمل بعد. فما هي المشكلة الحقيقية في السودان؟ ولماذا يستمر النزف رغم كل محاولات الترقيع؟
إن المتتبع لجذور الأزمة: تراكمات تاريخية وإخفاقات سياسية لأحوال السودان يدرك أن الأزمة ليست وليدة اللحظة، بل هي نتاج تراكمات تاريخية وإخفاقات سياسية متتالية، فمنذ الاستقلال عانى السودان من غياب مشروع وطني جامع وتهميش ممنهج للأطراف وتداول غير سلمي للسلطة، هذه العوامل أدت إلى تفاقم النزاعات العرقية والإقليمية، وإلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
هل الصراع الراهن: صراع على السلطة أم صراع على البقاء؟ الصراع الدائر اليوم بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” ليس مجرد صراع على السلطة، بل هو صراع على البقاء، إنه صراع بين رؤيتين متناقضتين لمستقبل السودان، وصراع بين طموحات شخصية وأجندات خارجية، هذا الصراع الذي أزهق أرواح الآلاف وشرد الملايين، يهدد بتقويض الدولة السودانية وتمزيق نسيجها الاجتماعي.
التحديات الراهنة: أزمة إنسانية وتدخلات خارجية، يواجه السودان اليوم تحديات جمة لعل أبرزها الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي تهدد حياة الملايين من السودانيين، نقص الغذاء والدواء والمياه النظيفة بالإضافة إلى انتشار الأمراض والأوبئة، ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة، كما أن التدخلات الخارجية التي تزيد من تعقيد الأزمة وتغذي الصراع، تمثل تحديًا كبيرًا أمام أي جهود للسلام والاستقرار.
الحلول الممكنة: حوار شامل ومصالحة وطنية، لا يمكن حل مشكلة السودان إلا من خلال حوار شامل ومصالحة وطنية يشارك فيه جميع الأطراف المعنية، يجب أن يكون هذا الحوار مبنياً على أسس واضحة وشفافة وأن يهدف إلى تحقيق العدالة والمساواة والتنمية المستدامة، كما يجب على المجتمع الدولي أن يلعب دوراً إيجابياً في دعم جهود السلام والاستقرار في السودان، وأن يبتعد عن التدخلات التي تزيد من تعقيد الأزمة.
مستقبل السودان: بين الأمل واليأس يبقى مستقبل السودان معلقاً بين الأمل واليأس، فبينما يرى البعض في إرادة الشعب السوداني وقدرته على الصمود بارقة أمل في تجاوز الأزمة، يحذر آخرون من أن استمرار الصراع وتفاقم الأوضاع الإنسانية قد يؤديان إلى انهيار الدولة وتفككها. يبقى السؤال: هل سينتصر السودان على جراحه، أم أنه سيظل ينزف إلى الأبد؟

Info@mohanedosman.com

يمكنك مشاركة هذا المحتوى :

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *