العنكبوت

الاخبار | مقالات سياسية | إجتماعيه | رياضية

المقالات

العنكبوت يكتب السودان الرماد الذي يلد ناراً

السودان.. أرضٌ عانت من ويلات الحروب والانقسامات، وشهدت فصولاً من المعاناة واليأس قد يراها البعض رماداً خمدت جذوته، لكن الحقيقة أبعد ما تكون عن ذلك ففي باطن هذا الرماد تتوقد جذوة نار كامنة، نارٌ تغذيها مظالم الماضي وتحديات الحاضر، نارٌ تهدد بالانفجار في أي لحظة.

تعود جذور هذه النار إلى الحقبة الاستعمارية، حين زرعت السياسات البريطانية بذور الفتنة بين الشمال والجنوب، وأهملت التنوع العرقي والثقافي للبلاد، وبعد الاستقلال فشلت النخب السياسية المتعاقبة في بناء دولة موحدة قادرة على استيعاب كافة أطياف المجتمع، مما أدى إلى اندلاع حروب أهلية طاحنة أزهقت أرواح الملايين.

رماد الحاضر اليوم يعيش السودان على وقع أزمات متفاقمة كالاسفنج المرن، الاموات أكثر من المواليد، وضيق المعيشة ينخر شعبه، والانقسامات السياسية تهدد بتقويض الاستقرار الهش، التحديات لا تزال ماثلة أمامنا، والرماد لا يزال يخفي تحته ناراً متقدة.

لكن يبقى الأمل معقودًا على شرارة المستقبل جيل الشباب، جيلٌ واعٍ ومثقف، يرفض الاستسلام لليأس والإحباط جيلٌ يؤمن بأن السودان يستحق مستقبلاً أفضل، مستقبلاً يسوده السلام والعدل والمساواة وهذا الجيل قادر على تحويل الرماد إلى تربة خصبة تنبت فيها بذور الأمل والتغيير، وتحول النار إلى طاقة دافعة نحو بناء سودان جديد.

السودان ليس مجرد رماد، بل هو أرضٌ تحمل في طياتها كنوزاً من التاريخ والثقافة والإرادة وإذا ما أحسنّا استغلال هذه الكنوز، وتمكنا من إخماد نار الفتنة والانقسام، فإننا قادرون على بناء سودان قوي ومزدهر، سودان يليق بأحلامنا وتطلعاتنا.

Info@mohanedosman.com

يمكنك مشاركة هذا المحتوى :

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *