العنكبوت

الاخبار | مقالات سياسية | إجتماعيه | رياضية

المقالات

العنكبوت:دارفور: ندر من لا يحمل في الاسم الرباعي اسم نبي

د.مهند عثمان التوم
dr.mohaned@mohanedosman.com
التاريخ الدارفوري حيث  يروي حكايات العز والفخر لنبض أمة تملك مشروع حضاري متحرك إسلامي قوي فدارفور لم تكن مجرد سلطنات فقط بل كانت قلب ينبض بالحياة ويشع بالإيمان والعلم والثقافة.

التاريخ يدون أحداثه بأحرف من نور والأسماء تسجل نفسها بأحرف دارفورية أصيلة، سلطنة دارفور كانت تجسيد لمرحلة ذهبية تتولد أسماؤه من حركة الإنسان ومعناه لم تكن الأسماء مجرد علامات تعريف، بل كانت رموز تحمل في طياتها قصص من البطولة والكرم والعطاء، على سبيل المثال  ندر أن نجد من انسان دارفور من لا يحمل في اسمه الرباعي اسم نبي من انبياء الله كاظم ومحمود ويوسف وهرون وايوب وغيرهم وهناك اسماء حصر علي اهل دارفور مثل بحر الدين الذي يرمز إلى الغنى الروحي والمعرفة العميقة أو “فاطمة” التي تجسد النقاء والعطاء الأنثوي.

كانت الحياة اليومية في دارفور تجسيد للقيم الإسلامية المساجد مراكز للعلم والعبادة والأسواق أماكن للتبادل التجاري النزيه والكرم والجود صفتين متأصلتين في أهل دارفور، كانت الضيافة واجباً مقدساُ والمرأة الدارفورية شريكة فاعلة في بناء المجتمع تعمل في الحقول وتشارك في التجارة وتساهم في تربية الأجيال كانت الميرم رمز  للقوة والصبر وتجسيداً للجمال والبهجة.

دارفوركانت  بوتقة تنصهر فيها الثقافات وملتقى طرق القوافل التجارية ومركز للإشعاع الفكري فالمساجد تعج بالعلماء والمدارس والخلاوي تفيض بالطلاب والأسواق تعج بالتجار كانت دارفور نموذج للتسامح الديني والتعايش السلمي بين مختلف الأعراق والثقافات.

ولكن كما هي سنة الحياة لم يدم هذا النعيم طويلاً فقد عصفت بدارفور رياح الفتن والحروب وتحولت الجنة إلى جحيم ورغم كل شيء لا تزال جذور الحضارة الدارفورية ضاربة في أعماق الأرض ولا يزال الأمل معقود على استعادة ذلك الماضي المجيد عائدون عائدون.

يمكنك مشاركة هذا المحتوى :

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *