العنكبوت

الاخبار | مقالات سياسية | إجتماعيه | رياضية

المقالات

أنقرة تلوح بالتدخل المباشر بتصريح يوسف أوغلو

د.مهند عثمان التوم
dr.mohaned@mohanedosman.com
تساؤلات تتردد في أروقة السياسة بعد تصريحات يوسف أوغلو الجنرال التركي المتقاعد، والسودان يحوم بين مطرقة الفوضى وسندان الإرادة الغائبة بتصاعد وتيرة الأحداث في السودان وتعمق الأزمة التي تعصف بالبلاد تاركةً وراءها تساؤلات حائرة حول مستقبل السودان بعد أحداث الفاشر ، ودور القوى الإقليمية والدولية في المشهد السوداني الذي اصبح ينتج أفلام للكبار فقط بتحول الكاميرا من شاهد الي أدوات قتل مساعدة لا توثق فقط بل تدخل الخوف والهجع لما قد يكن غداً، تصريح أوغلو بالأمس لا يعبر عن تركيا فقط بل يعبر عن توجهات العديد من المنظمات والدول فقط كان لي أوغلو سبق الحديث المباشر مما يبرز لنا سؤال ملح هل سنشهد تدخلات بشكل مباشر في الحرب الدائرة في السودان من دول الإقليم والعالم؟

هذا السؤال سيتردد بقوة في أروقة السياسة والإعلام  وسنشهد تصريحات مثيرة للجدل كتصريح الجنرال المتقاعد التركي (يوسف أوغلو) ألمح فيها إلى إمكانية تدخل تركيا لإنهاء الفوضى المستعرة بالسودان تصريحات ستثير لغط واسع لأنه يثير قلق بعض الأطراف وسيستدعي ترحيب من آخرين، لا شك أن تركيا تمتلك القدرة العسكرية واللوجستية التي تمكنها من التدخل في السودان وحسم الصراع الدائر كما تدخلت من قبل في ليبيا، ويبقى السؤال الأهم يتعلق بالإرادة السياسية بأمتلاك أنقرة النية للتدخل المباشر في مستنقع سوداني معقد؟ وهل تسمح الظروف الإقليمية والدولية بمثل هذا التدخل؟

ويبرز عامل آخر لا يقل أهمية  موقف الحكومة السودانية التي لا زالت تفتقر إلى الإرادة السياسية اللازمة لتوقيع اتفاق دفاع مشترك مع تركيا، وهو ما قد يكن عقبة رئيسية أمام أي تدخل تركي محتمل فهل يمكن لتركيا أن تتدخل دون الحصول على ضوء أخضر من الحكومة السودانية؟ وهل يمكن لهذه الحكومة أن تتغلب على مخاوفها وتوقّع الاتفاق الذي قد يفتح الباب أمام تدخل تركي؟

يبقى المشهد السوداني ضبابي والتساؤلات كثيرة والإجابات شحيحة، والمؤكد أن الأيام القادمة ستحمل في طياتها تطورات حاسمة قد تكشف عن خيارات جديدة أو تؤكد مسارات قائمة، والسودان في كل الأحوال يبقى في قلب العاصفة ينتظر من ينقذه من براثن الفوضى والدمار.

يمكنك مشاركة هذا المحتوى :

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *