العنكبوت

الاخبار | مقالات سياسية | إجتماعيه | رياضية

المقالات

كر البلقاء: شكرا سيدي الرئيس

ممدوح حسن عبد الرحيم🖊
الرجوع بالذاكرة إلى الوراء له طعم خاص ومذاق ولا يحده مكان ولا آفاق ٠
إنه من أكثر من أربعين عاما كنت طالبا في مصر أرض الكنانة وسط أهلها وانسانها وحضارتها وبنيانها مستمتعا بطيب معشرها ومقامها ٠
اليوم أعود إلى مصر بعد أكثر من أربعين عام وادلف الي مسجد لأداء صلاة الجمعة واستمع إلى خطبة الإمام والمسجد قد اوي إليه اهل الإيمان وأكثر من ثمانين بالمائة من عماره من اهل السودان تفرست في وجوه المصلين من السودانيين فوجدت وجوه غير الوجوه وجوه قد فارقها الالق الذي به قد اشتهرت رأيت وجوه قد كساها الحزن الدفين وفارقها الحنين النظرات شارده كأنها تنظر إلى السراب فقد فارقت الأحباب البشرة كالحة كأنها تمرغت في الرماد فقد طالها السهاد الشفاه جامدة والألسن حامدة والأجساد بالية ٠
ليس في الوجوه أي ملامح تذكر أو أي فوارق تخطر لا يعرف الغني من الفقير كأنهم جميعا في الجب في البئر ينتظرون السيارة بقلب حسير ٠
رغم ذلك تلمح فيهم وجوه الحبيب وهي تترجم أفعال الحرب العجيب ٠
رد الله غربتهم وأعاد إليهم بسمتهم وجمعهم مع احبتهم فقد ادلي بعض السيارة دلوهم وحان أوان كشف كربتهم
تذكرت الأيام الخوالي قبل أكثر من أربعين عاما
وقد فرضت رسوم على الطلاب السودانيين فحاورت العميد فاقترح على ان اخاطب رئيس الجمهورية فكتبت برقية وشرحت فيها القضية وانا استبعد ان تعرض عليه فهي من طالب سوداني مغمور ولا يسندها نقابة أو جمهور ٠
فوجئت بأن العميد يطلبني عاجلا لأمر خطير فدلفت إليه وانا ارتجف من الخوف كأني في عز البرد والزمهرير فقال لي اقرأ رد رئيس جمهورية مصر السيد محمد حسني مبارك على برقبتك التي ارسلت والذي ذكر فيه انه اطلع على البرقية التي ارسلها الطالب ممدوح حسن عبد الرحيم ووجه فورا بأن يعامل الطالب السوداني مثل المصريين
فقال لي العميد اكتب هنا فقلت وماذا اكتب قال اكتب ( شكرا سيدي الرئيس) فكتبت ٠
إنها مصر الشموخ شعبا ودولة حكومة واخوة
شكرا اهل مصر
وشكرا سيدي الرئيس

يمكنك مشاركة هذا المحتوى :

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *