العنكبوت

الاخبار | مقالات سياسية | إجتماعيه | رياضية

المقالات

السودان ليس بمعرض للبيع

منذ دخول الإمارات على خط المشهد السوداني، كان تأثيرها أشبه بمن يعبث في هيكل متماسك محاولاً تدميره، لكنها لم تجد أمامها سوى مقاومة صلبة ووعي وطني كشف هشاشتها. ظنت الإمارات أن السودان يمكن أن يُختزل في صفقة تُدار على طاولة بورصاتها السيئة السمعة، كما فعلت في اليمن، متناسية أن السودان ليس سلعة تباع وتشترى. لكن الواقع كان مختلفًا، إذ واجهت مخططاتها حائطًا سودانيًا صلبًا، ينهار أمامه كل أوهام الهيمنة والاحتواء.محاولات الإمارات لتطويع السودان لم تكن سوى امتداد لسياسات متهورة أظهرت حدود قدرتها على إدارة الطموحات الإقليمية. إنها دولة صغيرة تحاول التمدد خارج لحافها، لكنها اصطدمت بإرادة وطنية سودانية لا تلين، وبأرض يزأر فيها التاريخ والمقاومة. السودان، بتاريخ شعبه العريق وصمود أهله، أثبت للإمارات وغيرها أن من يحاول العبث بسيادته يجد نفسه غارقًا في حفرة حفرها بنفسه.كانت الإمارات تراهن على ضعف السودان بفعل الحرب والأزمات، متوقعة تسليم مفتاح البلاد كما يحدث في مشاريعها التجارية. لكنها لم تحسب حساب أن السودان، بأبنائه وبناته، يقف كالجبل أمام الرياح، ويفجر مقاومة تأخذ شكل العواصف. محاولات الضغط الإماراتية لم تؤدِّ إلا إلى تعرية هشاشة نظامها الذي يبدو قويًا من الخارج، لكنه يتهاوى عند أول اختبار حقيقي.الإمارات، التي تورطت في مغامرات كارثية في اليمن ودول أخرى، جاءت للسودان معتقدة أنها ستكرر السيناريو نفسه. لكنها لم تفهم أن السودان، بموروثه التاريخي ونسيجه الاجتماعي، ليس ساحة مفتوحة للتلاعب أو محطة لتوسيع نفوذ من لا يدركون قيمة السيادة. كل محاولاتها قوبلت برفض شعبي ورسمي، أثبت أن إرادة السودانيين عصية على القهر، وأن شعب السودان لن يقبل أن يكون ضحية لسياسات الهيمنة والعبث. ابن زايد، الذي أعمته سياساته الطائشة، لم يدرك أن السودان ليس ميدانًا للأحلام المريضة أو الرهانات الخاسرة. على العكس، وجد نفسه أمام شعب يملك تاريخًا ممتدًا وقوة كامنة في كل شبر من أرضه، تهدر كصقر جديان يرفض الانحناء أو التراجع. السودان، بصموده وشموخه، رد السهام إلى نحور مطلقيها، وأكد أن الكرامة الوطنية لا تخضع للصفقات أو الإغراءات.في المحافل الدولية، برز صوت السودان قويًا وواضحًا، يفضح الألاعيب ويكشف عن الحقائق. لم يكن هذا الصوت مجرد كلمات تُلقى، بل بيان عملي وأدلة موثقة تكشف تناقضات الإمارات وأوهامها. في قبة الأمم المتحدة، كان صوت السودان عاريًا من التزييف، يعري الإمارات ويعيدها إلى حجمها الطبيعي.السودان يثبت اليوم أنه مارد خرج من القمقم، لن يعود إليه أبدًا. سيعيد بناء نفسه على أسس متينة، وسيضحك أخيرًا، بينما تبكي الإمارات على أوهامها المتكسرة. جريمة العالم الكبرى ليست في محاولات الهيمنة وحدها، بل في صمت الأقارب قبل الغرباء على هذه الجرائم. لكن السودان، بصموده وصوت شعبه، يكسر هذا الصمت، ويعيد رسم ملامح المستقبل بعيدًا عن أوهام الهيمنة وأطماع الدويلات. فالسودان اليوم يقدم نموذجاً للعالم على أن الإرادة الوطنية قادرة على إسقاط مشاريع الهيمنة مهما بلغ نفوذ أصحابها. صوت السودان، في الداخل والخارج، ليس مجرد احتجاج، بل هو بناء لواقع جديد يرفض الإذعان ويعيد تعريف مفاهيم السيادة والاستقلال. هذه المرحلة هي دعوة للسودانيين جميعاً للتكاتف والعمل من أجل وطنهم، وللعالم ليتعلم من السودان أن الشعوب الحية لا تُشترى ولا تُقهر مهما كانت الظروف.

يمكنك مشاركة هذا المحتوى :

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *