السيد الدكتور كامل رئيس مجلس الوزراء
تحية طيبة وبعد من د.مهند عثمان التوم
في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها بلدنا العزيز، وما تتطلبه المرحلة الحالية من عمل مؤسسي منظم وفعال، نجد ضرورة ملحة لإعادة النظر في الهيكلة الداخلية لدارة رئاسة الوزراء، وإعادة ترتيبها بطريقة تسهم في تعزيز الكفاءة والفاعلية، وتكفل خدمة وطنية متميزة تلبي تطلعات المواطنين وتواكب مستجدات العصر.
لقد أصبحت العديد من الإدارات والدوائر داخل رئاسة الوزراء في وضعية غير مثالية، حيث ظلت بعض منها على الأرصفة، رغم أهميتها الكبيرة في تنفيذ السياسات، وتنظيم الشؤون الحكومية، وتقديم المشورة وتصميم البرامج التنموية هذه الإدارات رغم ضرورتها، لم تنل حظها من الاهتمام والتطوير، مما أدى إلى ترهل في الأداء، وتكرار في الجهود، وتضارب في الاختصاصات، الأمر الذي عكس سلباً على سير العمل، وأضعف من قدرات رئاسة الوزراء على القيام بدورها الرقابي والسيادي بشكل فعال.
ولذلك فإن إعادة ترتيب البيت الداخلي يتطلب تقييماً شاملاً للمؤسسات والأقسام، وتحديد مسؤولياتها وصلاحياتها بشكل واضح، وتحديث الأنظمة واللوائح التي تحكم عملها، لتعزيز الشفافية والمساءلة، كما ينبغي إنشاء نظام إدارة حديث يحفز على الابتكار والإبداع، ويقوّي روح الفريق والعمل الجماعي، ويشجع على تبادل المعلومات والخبرات بين الإدارات.
علاوة على ذلك، يجب أن تتاح للموظفين فرصةً للتدريب والتطوير المستمر، لتمكينهم من مواكبة التغييرات، وتعزيز مهاراتهم في العمل الإداري والمهني، ويشمل ذلك أيضًا استقطاب الكوادر المتميزة، وتقديم الحوافز التي تشجع على الأداء المتميز، مما ينعكس إيجابيًا على الأداء العام للدارة.
ومن المهم أن تكون عملية إعادة الهيكلة مقرونةً بآليات رقابة وتقييم مستمرة، لضمان أن تتحقق الأهداف المرسومة، وأن تكون المؤسسات والدوائر التشغيلية أكثر مرونة واستجابة لمتطلبات المرحلة، كما أن التنسيق بين رئاسة الوزراء والوزارات والجهات ذات العلاقة يجب أن يكون أكثر فاعلية، لضمان تنفيذ السياسات والخطط بشكل منسق ومرن.
الإصلاح الإداري الذي نطمح إليه، لا يقتصر على الترتيبات الهيكلية فحسب بل هو استثمار في العنصر البشري، وتحقيق بيئة عمل محفزة، تتيح للمؤسسة أن تتطور وتتقدم، وتصبح نموذجًا يُحتذى في الأداء المؤسسي الحكومي.
وفي الختام، نحن على يقين أن إعادة ترتيب البيت الداخلي لدارة رئاسة الوزراء يمثل خطوة أساسية نحو تحسين الأداء الحكومي، وتقوية المؤسسات، وتمكينها من خدمة البلاد بشكل أكثر فاعلية، تحقيقًا للمصلحة الوطنية، وتحقيق تطلعات الشعب السوداني العظيم.
نتطلع إلى أن تجد كلماتنا هذه اهتمامكم وتوجيهاتكم الحكيمة، وأن تبادروا باتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق هذا الهدف النبيل، ولم نريد التفصيل أكثر عن تلك الإدارات التي ظلت علي الرصيف فمن هو داخل الوزارة يعلمها جيدا اسمع واستمع منهم
Info@mohanedosman.com
يمكنك مشاركة هذا المحتوى :
