تحية احترام وتقدير، وبعد
أتوجه إليكم بهذه الرسالة انطلاقًا من إيماني بدوركم المحوري في حماية مجتمعنا من الأفكار الهدامة، وتقديراً لجهودكم الملموسة في قيادة دفة الإعلام الوطني، لقد كنتم بحق صوتًا للحق، ومحل ثقة الشعب السوداني الذي يرى فيكم القائد القادر على مواجهة التحديات.
إلا أنني أجد لزاماً عليّ أن أضع بين أيديكم قضية بالغة الخطورة، تهدد النسيج الاجتماعي لبلادنا، وتزرع بذور الفتنة بين أبناء الوطن الواحد. إنني أتحدث عن انتشار خطاب الكراهية والعنصرية، الذي يتجسد في مشاريع مشبوهة مثل “مشروع عمسيب النتن”.
معالي الوزير، تعلمون علم اليقين أن هناك مطابخ خفية تعمل ليل نهار على طهي هذا الخطاب المسموم، وتصديره إلى مجتمعنا عبر وسائل مختلفة، “مشروع عمسيب” ليس مجرد اسم عابر، بل هو رمز لخطر حقيقي يهدد وحدة السودان، ويسعى لتقسيمنا على أسس عرقية وجهوية.
إن “عمسيب” أخطر من السلاح، فالسلاح يقتل أفراداً، أما “عمسيب” فيقتل أمة بأكملها، إنه يزرع الشك والريبة بين الناس، ويقضي على الثقة المتبادلة، ويفتح الباب أمام صراعات لا نهاية لها، والتبجح الذي يمارسه أصحاب هذا المشروع، وتصريحاتهم التحريضية، ما هي إلا نتيجة لصمتكم وتجاهلكم لهذا الخطر الداهم.
معالي الوزير، إننا نؤمن بأن الصمت في وجه الباطل هو مشاركة فيه لذا فإننا نطالبكم باتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لمواجهة هذا الخطر، وتطهير مجتمعنا من سموم العنصرية والكراهية، نريد خطوات ملموسة تعكس حرصكم على وحدة السودان وسلامة شعبه، وتؤكد أنكم لن تسمحوا لأي جهة كانت بالعبث بمستقبلنا.
نطالبكم بما يلي:
– فتح تحقيق فوري في أنشطة “مشروع عمسيب”، والكشف عن الجهات التي تقف وراءه وتموله.
– اتخاذ إجراءات قانونية رادعة ضد كل من يروج لخطاب الكراهية والعنصرية، سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات.
– إطلاق حملة إعلامية مضادة لخطاب الكراهية، تهدف إلى تعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي بين جميع مكونات المجتمع السوداني.
– تفعيل دور الإعلام الرسمي في نشر الوعي بخطورة العنصرية، وتسليط الضوء على النماذج الإيجابية التي تجسد الوحدة الوطنية.
– التعاون مع منظمات المجتمع المدني والناشطين الحقوقيين في جهود مكافحة العنصرية والكراهية.
معالي الوزير، إننا على ثقة بأنكم تدركون حجم المسؤولية الملقاة على عاتقكم، وأنكم لن تخذلوا الشعب السوداني الذي يرى فيكم الأمل في غد أفضل. إننا ننتظر منكم خطوات عملية وملموسة، تثبت أنكم جادون في محاربة العنصرية والكراهية، وحماية مجتمعنا من هذا الخطر الداهم.
مع خالص التقدير والاحترام
د.مهند عثمان التوم
Info@mohanedosman.com
يمكنك مشاركة هذا المحتوى :