العنكبوت

الاخبار | مقالات سياسية | إجتماعيه | رياضية

المقالات

كينيا وشرخ الثقة السودانية

في زمن تتقاذف فيه الرياح اخبار الحروب والفتن، يصدر بيان من وزارة الخارجية السودانية كانه همس يخترق صخب العالم يحمل في طياته ألم خيانة عميقة وجرحا غائرا في نسيج العلاقات الدولية، فالسودان بتاريخه العريق وبحكمته التي صقلها عقود من الصراعات، يعاني من تنكر صاعق لإلتزامات دولية ثابتة من قبل حكومة كينية اختارت ان تغض الطرف عن مبادئ القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة وامر الاتحاد الافريقي التاسيسي، ومعاهدة منع الابادة الجماعية. يذكرنا هذا البيان باسلوبه الرصين بألم الخذلان الذي يصيب الامة عندما تخلف اختها العهد، فكيف تستضيف كينيا مناسبة لتوقيع ما يسمى “اتفاقا سياسيا” مع مجموعات مسؤولة عن جرائم ابادة مستمرة في السودان ومجموعات وافراد يؤيدونها؟ كيف يتسامح مع من يسفكون الدماء بوحشية وينتهكون كرامة الانسان وحقوقه الاساسية؟ انه ليس مجرد تنكر لإلتزامات مستحقة بل هو خيانة لمثل سامية وهو شرخ عميق في نسيج الثقة والامانة بين الامم، فهذه المجموعات المستضيفة في كينيا ليست مجرد قوى سياسية بل هي قوى تمارس الارهاب والعنف وتسهم في اطالة امد الحرب والدمار في السودان، ويشير هذا التغافل الكيني الى تقاعس خطير من قبل المجتمع الدولي واخفاق مرعب في تطبيق مبادئ القانون الدولي. أظهر السودان حكمة وصبرا كبيرين وهو يناشد المجتمع الدولي والامم المتحدة والاتحاد الافريقي، للتدخل العاجل والفعال، فالسكوت عن هذه الجرائم لا يعد مجرد تغافل بل هو مشاركة فيها وهو اساءة صريحة لمبادئ القانون الدولي، وحقوق الانسان الكاملة والحريات الاساسية. فالمطلوب الان ليس مجرد ادانات شفوية او بيانات رسمية بل تدابير عملية لمحاسبة المستضيفين لمن يسفكون الدماء وتوفير الحماية لشعب السودان والسعي لانهاء هذه الحرب المدمرة واحلال السلام والامن في الارض السودانية، فان تقاعس المجتمع الدولي يشجع من يمارسون الارهاب والجرائم ضد الانسانية، ويتيح لهم الاستمرار في انتهاكاتهم. ويختتم هذا البيان بدعوة للسلام والتعاون الدولي والتاكيد على اهمية الالتزام بمبادئ القانون الدولي وحرمة الارواح البشرية، وحماية الشعوب من انتهاكات حقوقها وكراماتها، فالهدف الاسمى يوجب علينا جميعا ان نستمر في السعي الى عالم يعمه السلام والامن والعدل.

يمكنك مشاركة هذا المحتوى :

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *