الخرطوم نيالا الفاشر الأبيض الجنينة زالنجي مدني سنار كوستي الفولة مدن كانت بتنبض بالحياة، واليوم كالمريض الراقد في السرير علي فراش الموت في الحوش الكبير والأهل من البعد مات ومات ، مدن كانت مليانة ضحكات ولمة عيال، لكن الزمن كشر عن أنيابه وقلب الفرح حزن، البيوت اتهجرت ولم يبقي هناك حوش، والقلوب اتملت خوف، شوارع كانت بتضج بالحياة، أصبحت خاوية إلا من أصوات الرصاص ودموع الأمهات.
الحياة اصبحت نار، والناس ما عارفة بكرة شايل شنو. وين أهل المروة؟ وين البيسمعوا صرخات المظلوم؟ الدنيا صمتت، كأنها ما شايفة الدم البيسيل في أرضنا، كأنها ما سامعة أنين الثكالى واليتامى
في كل جحر زاوية بيت شارع حكاية وجع، وفي كل بيت قصة فقد أطفال فقدوا الأمان بيبكوا ليل نهار ويسألوا عن أبوهم وأمهم، شباب ضاعت أحلامهم بدل ما يبنوا مستقبلهم بقوا بيدفنوا أحلامهم تحت التراب شيوخ اتكسر خاطرهم بعد ما شافوا تعب عمرهم بيضيع قدام عيونهم، السودان الا كان بزرع الخير، الليلة بزرع الموت واليأس والاحباط.
وسط الظلام لسه في بصيص أمل لأن هناك شباب متطوعين بيساعدوا الناس، بيحموهم بيوزعوا الأكل والدواء، وبيحاولوا يخففوا عنهم في قلوب لسه بتنبض بالإنسانية، بترفض تستسلم لليأس، الأمل في إن بكرة يكون أحسن، وإن الكريم يسمع صوتنا ويمد لينا يد المساعدة الأمل في إن السلام يرجع لينا، ونرجع نبني بلدنا من جديد.
السؤال البيطرح نفسه: لحد متين الصمت؟ لحد متين السودان بيدير ظهره لنا؟ مش كفاية الدم السال؟ مش كفاية الوجع العشناه؟ مش كفاية الخراب والدمار؟
رسالة ليكم يا الضمير السوداني، ما تخلينا نواجه مصيرنا برانا مد لنا يد العون، واسمع صوتنا، وكون معنا في محنتنا يمكن بالتفاف منك بفعل منك بنقدر نغير الواقع المرير ده، يمكن بنقدر نرجع الأمل للناس، ونرجع الفرحة لقلوبهم أهل السودان يستحقون الحياة، يستحقون السلام، يستحقون مستقبل أفضل.
Info@mohanedosman.com
يمكنك مشاركة هذا المحتوى :