تسارع الأحداث في الساحة السياسية السودانية، وسط ضغوط وتحركات دبلوماسية دولية وإقليمية تهدف إلى تحقيق الاستقرار والسلام في البلاد، في الآونة الأخيرة رئيس مجلس السيادة استقبل بمدينة بورتسودان وفودًا من دول ومنظمات عدة، منها المخابرات المصرية، والمبعوث البريطاني، والمبعوث السويسري، بالإضافة إلى وزيرة التعاون الدولي القطرية تعكس هذه الزيارات أهمية السودان كمركز حيوي في منطقة القرن الأفريقي، وتأثيره الكبير على القضايا الإقليمية.
تعتبر التحركات الدبلوماسية المستمرة جزءًا من جهود إحلال السلام، إذ يسعى السودان إلى استغلال هذه الفرص لبناء علاقات قوية مع القوى الإقليمية والدولية، وقد لعبت زيارة رئيس مجلس السيادة للسعودية دورًا أساسيًا في تعزيز الحوار حول مبادرات السلام وضرورة استقرار المنطقة. حيث يُتوقع أن تساهم هذه اللقاءات في وضع خطط عمل واضحة لدعم العملية السياسية وتحقيق الوفاق الوطني.
يوجد تركيز خاص على زيارة إريتريا وتركيا، حيث تكتسب هذه الزيارة طابعًا استراتيجيًا، خاصة مع المبادرات التي تقدمها تركيا لدعم السلام في السودان من المتوقع أن تشمل المباحثات في عاصمتي إريتريا وتركيا قضايا مهمة تتعلق بوقف إطلاق النار، وتفعيل المصالحات الوطنية، ودعم جهود إعادة بناء الثقة بين الأطراف المختلفة.
تكتسب أيضًا المبادرات المُقدمة من المبعوثين البريطاني والسويسري أهمية كبيرة، حيث يسعى المجتمع الدولي لدعم الانتقال السلمي في السودان، وتشجيع الحوار بين القوى السياسية المختلفة إن الضغوط الدولية تأتي كفرصة لدفع الأطراف المعنية نحو توافقات تحافظ على سلامة الوضع الداخلي وتنهي النزاعات المستمرة.
إن النجاح في إحلال السلام يعتمد بشكل رئيسي على كيفية تعامل صناع القرار مع هذه الديناميات الإقليمية والدولية. فالسودان اليوم، في إطار التنسيق الدولي والإقليمي، يواجه فرصة ذهبية لإعادة البناء والتأكيد على تطلعات الشعب نحو السلام والاستقرار.
يجسد الوضع الحالي دروسًا ورؤى حول أهمية الشراكة في إحلال السلام، حيث ينبغي على السودان أن يُعلي من قيمة التعاون الدولي والإقليمي، وأن يدرك أن نبراس السلام لا يُضاء إلا بالجميع نحو أهداف مشتركة.
يمكنك مشاركة هذا المحتوى :

