د.مهند عثمان التوم
dr.mohaned@mohanedosman.com
قبل شهور مضت بشر رئيس الوزراء د. كامل إدريس تكوين مجالس استشارية للوزارات، لكن، بعد أن تاكلت بنيان المؤسسات وعم الزخم على أروقة الوزارات بالقرارات الفردية ويظل السؤال هل نملك في سوداننا مؤسسات فاعلة؟ أم أن المجالس التي يراد تشكيلها ستكون مجرد زخارف لا تلامس جوهر العمل وتفتقد إلى العمق الذي يعبر عن سياسة دولة منظمة ومتجددة؟
لا شك أن مجالس الوزارات ستكن الحصن المنيع كهيئة استشارية متخصصة لتعزيز الحكمة، لكن الواقع الآن بكل ما يحمل من فوضى وما أدراك ما الفوضى يشي بأن ذلك المبدأ قد يغتصب في زمن يفتقد فيه الوطن إلى أركان المؤسسات الصلبة.
لماذا لم يشكّل حتى الآن هذه المجالس التي أُعلن عنها كضرورة في زمن حوجة السودان إلى مؤسسات قوية وفاعلة؟ لماذا ظل هذا الإعلان يطوف في الأفق دون أن يتحول إلى حقيقة على أرض الواقع؟ هل هو تقاعس من القائمين على الأمر أم أن هناك عوائق حقيقية تحول دون ذلك؟
هل يريد د.كامل السير دون دراية ومعرفة حقيقية بما يجري في الوزارات أم أن نيته ليست سوى مراكب سرية تحمل الأمل لكنها تبحر في عتمة النوايا والتجاهل للواقع المعاش؟ هل يعتقد أن تشكيل المجالس مجرد إجراء إعلاني، أو أنه يرى في ذلك خطوة سطحية لا تتطلب منا أن نغوص في العمق لنفهم أسباب التأخير واستمرار الفوضى، دون أن يتغير شيء حتى الآن؟ وهل نصل إلى قناعة أن هذا التأخر أو التردد أو النية غير الواضحة تعطي إشارة سلبية بأن هناك رغبة في السير دون دراية أو أن هناك مصلحة في إبقاء الأمور على حالها؟ هل نحن أمام مرحلة تكرار الوعود أو أن هناك محاولات حثيثة لإعادة بناء المؤسسات على أسس قوية أم أن الأمر برمته مجرد كلمات تروج دون أن تجد طريقها إلى التنفيذ الحقيقي؟
يمكنك مشاركة هذا المحتوى :



