د.مهند عثمان التوم أحمد
Dr.mohaned@mohanedosman.com
أحزن لقلة من الناس الذين لا يبتسمون إلا حين تشتعل الفتن وتتصاعد الوقيعة فيجدون فيها فرصة لإشعال نار الخلاف بدلا من العمل على لم الشمل ووأد الفتنة قبل أن تستفحل، هؤلاء الذين يسرهم انقطاع أواصر المحبة وتكالب الأحقاد هم في حقيقة الأمر يزرعون الخراب والدمار في السودان من غير وازع ضمير أو خوف من الله، حين يظنون أنهم سينجحون في إذكاء الفتنة وإشاعة الفوضى ببطلان يحسبونه حقيقة
إن من بين هؤلاء من لا يريد لبني السودان أن يعيشوا في أمان واستقرار فيكثرون من نشر الفتن ويعملون على تفكيك الوحدة، متخذين الحسد والغيرة سلاح لهم، وما أكثر أولئك المرجفون المشيعون بالخراب والدمار، لاعتقادهم أن تدمير الأمل والأخلاق طريقهم للسيطرة والانتقام وهم لا يعلمون أن الحسد، كما تؤكل النار الحطب يفتك بالحسنات ويذهب بركة الأعمال الصالحة.
وفي زمن سياسة الأمل المرجوة يتسلل هؤلاء إلى عوالمها بزيف وزينة تنظيمات وزي اصطناعي ينظر لهم وهم في الحقيقة يمارسون أدغال التار والتفتيت ويعملون على زرع السبل لدق الإسفين بين أبناء المجتمع باسم الإصلاح والوطنية وهي في حقيقتها أدوات للخراب والتخريب، فبراءة السياسة وأخلاقها تبريء البراءة من هؤلاء الذين يحرفون مسارها ويجعلون من شعاراتها غطاء لأعمال تخدم مصالح فئوية وشخصية على حساب المصلحة الوطنية العامة.
وفي سياق التطورات السياسية والاقتصادية في بلادنا لا يمكن تجاهل ما يحدث في السوق السوداني بنشاط عمليات غسيل الأموال والتلاعب بالقانون، باستغلال النفوذ وتوظيف الفساد في خدمة جماعات وشخصيات تتخذ من الأنشطة التجارية غطاء لأهداف غير شرعية نعم صدرت قرارات حكومية بعينها لكن هناك من يستغل هذه القرارات لمصالح شخصية ويتلاعب بالسلطة والنظام لصالح شبكات من التهريب والفساد.
الخطر الحقيقي الآن لا يأتي فقط من الحسد أو الفساد بل من يخططون لتفكيك أساسات المجتمع محاولين استغلال كل فرصة لتحقيق مآربهم المشبوهة غير عابئين بدمار الوطن أو بالأثر الذي يتركه ذلك على مستقبل الأجيال القادمة
السؤال الآن: هل نسعى جميعاً للحفاظ على دولتنا وحدتنا معاشنا والوقوف في وجه كل محاولات التفتيت والدمار للدولة والمجتمع؟ أم سنظلل بعقبات مصالحنا الشخصية على حساب أمن مواطننا وطننا واستقراره؟
يمكنك مشاركة هذا المحتوى :