العنكبوت

الاخبار | مقالات سياسية | إجتماعيه | رياضية

المقالات

العنكبوت يدمع ويستصرخ ضمائر العالم التي خدرت

د.مهند عثمان التوم
dr.mohaned@mohanedosman.com

بقلوب دامية وعيون شاخصة نحو السماء ومنظر الطفل في حضن امه داخل جرف صناعي وخلفية الصورة لمنازل احرقت ومن أمامه ظل لشخصين يحملان ويشهران سلاح، لا اعرف المصير، و في حيرتي تذكرت العالم عندما صرخ في صورة الشهيد محمد الدرة الذي كان في احضان والده الاقوي من احضان ام الطفل وكانت عين الدرة علي كتف والده لكن الصورة للطفل وهو علي كتف امه كاخر منطقة أمن وحنان وعطف قد يجدها في الحياة، اكتب واسأل نفسي هل الطفل وامه قتلوا كابشع جريمة ام كان قدر الله أقوى، نعم دمعتي لن تستطيع اسكات صوتي وأن كانت ببحات الأسى واقول للمجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية لقد سقطتم في امتحان الإنسانية نعم لقد سقطتم سقوط مدوي أمام الجرائم التي ترتكب في حق شعب أعزل شعب يطالب بحقه في الحياة والحرية والكرامة، واسألكم السودان أين أنتم منه من صرخات الثكالى والأيتام؟ أين أنتم من أنين الجرحى والمشردين؟ أين أنتم من بيوت تحترق وأحلام تتبخر؟ أين أنتم من شعب يموت ببطء أمام أعين العالم؟

إن صمتكم المطبق وتقاعسكم المخزي وتخاذلكم الصارخ، ليس إلا ضوء أخضر للمجرمين كي يمضوا في غيهم وليتمادوا في بطشهم إن صمتكم هذا يلطخ جبين الإنسانية بعار لن يمحوه الزمن.

إن الشعب السوداني الذي قدم للعالم دروس في الصمود والعزة لن يستسلم ولن يلين سيظل صوته يرتفع وحقه يطالب به حتى يتحقق الأمن وحتى يعود السلام إلى ربوع الوطن، ولكن يبقى السؤال: هل يستفيق العالم من غفلته؟ هل تتحرك الضمائر النائمة؟ هل ينتصر صوت الحق على صوت الباطل؟

إن التاريخ لن يرحم والأجيال القادمة لن تنسى فإلى متى سيظل العالم يتفرج على مأساة السودان؟ إلى متى سيظل الإنسانية أسيرة للمصالح السياسية والاقتصادية؟ لقد حان الأوان أن يتحمل المجتمع الدولي والمنظمات مسؤولياتهم التاريخية، وأن يقفوا صفًا واحدًا مع الشعب السوداني، وأن يضعوا حدًا لهذه المأساة الإنسانية. فهل من مجيب؟

يمكنك مشاركة هذا المحتوى :

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *