العنكبوت

الاخبار | مقالات سياسية | إجتماعيه | رياضية

المقالات

العنكبوت: مقارنة سلوك أمريكا الخارجي في التحول الديمقراطي

د.مهند عثمان التوم
Dr.mohaned@mohanedosman.com
لطالما تصدرت الولايات المتحدة الأمريكية المشهد العالمي كحامية لقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان كن عند التدقيق في سلوكها السياسي الخارجي، تتكشف لنا صورة أكثر تعقيداً حيث تتداخل الخطابات المعلنة مع حسابات المصالح الاستراتيجية.

فسلوك الولايات المتحدة في أوروبا الشرقية ك(بولندا وتشيكوسلوفاكيا) ودول الربيع العربي ك(مصر وليبيا) بالإضافة إلى دول تشهد حروباً ك(السودان واليمن) تكشف عن تباينات واضحة في الدوافع والمواقف الأمريكية تجاه عمليات التحول الديمقراطي في العالم  ففي أوروبا الشرقية دعمت واشنطن بقوة التحول الديمقراطي ربما إيماناً بقيم الحرية أو ربما لتقويض النفوذ السوفيتي، أما في دول الربيع العربي كان الدعم الأمريكي أقل حماساً وغالباً ما غلب عليه الحذر والتخوف من وصول قوى إسلامية إلى السلط أو ربما الحفاظ على الاستقرار الإقليمي الذي يخدم مصالحها، وفي حالة السودان واليمن نجد أن التدخل الأمريكي ارتبط بمكافحة الإرهاب أو حماية مصالحها مع إيلاء اهتمام أقل لعمليات التحول الديمقراطي.

هذا التباين في السلوك يثير تساؤلات حول حقيقة الدوافع الأمريكية، هل هي حقاً قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان أم المصالح الاستراتيجية والاقتصادية؟ وهل تختلف أولويات واشنطن باختلاف السياقات الجيوسياسية؟

لا شك أن الولايات المتحدة تسعى لتعزيز الديمقراطية في العالم لكنها تفعل ذلك بطريقة انتقائية تخضع لحسابات معقدة، فالديمقراطية ليست غاية في حد ذاتها بل وسيلة لتحقيق أهداف أخرى مثل تعزيز الأمن القومي وضمان الوصول إلى الموارد ومواجهة النفوذ المنافس.

لذا، يجب علينا أن ننظر إلى السياسة الخارجية الأمريكية بعين ناقدة وأن ندرك أن الخطابات المعلنة غالباً ما تخفي وراءها حسابات المصالح فالتحول الديمقراطي ليس مجرد هدف نبيل بل هو ساحة صراع تتنافس فيها القوى الكبرى لتحقيق مكاسب استراتيجية.

يمكنك مشاركة هذا المحتوى :

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *