د.مهند عثمان التوم
يؤكد السودان اليوم بثباته وواقعه أنه ليس كالعراق أو لبنان أو اليمن أو سوريا، بل هو صقر الجديان رمز القوة والعزة الذي أكرم الإنسانية بتعليمهم درساً خالداً في الأخلاق والإنسانية، حين رأى قابيل صقر يُدفن صقر ميت بعدها قام قابيل بدفن هابيل، وفي ظل التطورات السودانية الأخيرة أظهرت الأطراف الدولية الفاعلة في الساحة السودانية إعادة حساباتها السياسية والأمنية، بعد يقينها الكامل بعدم جدوى تحقيق مكاسبها على حساب السودان، إلا من خلال انتهاج الأسس الدبلوماسية القائمة على احترام السيادة والقوانين، وأن الدعم اللوجستي والتدخلات الخارجية مهما توسعت لن تكتف السودان او يدفن رأسه كما تدفن النعامة رأسها في التراب عندما تحس بخطر.
يشهد السودان بقيادة حكومته وشعبه بداية مرحلة جديدة تستعيد فيها الأمة مكانتها بعدما ظلت تُنظر إليها بمثابة ساحة لصراعات ومكاسب خارجية، فدولة مثل الولايات المتحدة كانت تتطلع إلى نجاح مشروع الإمارات في السودان ووضعت عليه أمالها لكنها أيقنت ضرورة التحركب مساراً جديداً كالمؤتمر المرتقب في واشنطن بخصوص السودان استكمالاً لمنبر جدة.
يرن الشعب السوداني قولاً الآن أي دولة تسببت في فوضى أو تسيء إلى أمن الوطن والمواطن بإيواء أو دعم أو تسهيل وجود أسلحة أو تمويل، يجب عليها أن تتحمل مسؤوليتها وتقدم تعويضات كاملة للشعب السوداني، تطهيراً للذاكرة وأماناً للمستقبل، فالسودان بكافة مكوناته، يعي تماماً أن السيادة أكبر من أي مصالح وأن درب السلام يحتاج إلى إرادة صلبة ووعي تام بكل التحديات.
السودان يبقى يقف على أعتاب مرحلة جديدة، يكتب فيها ملامح العالم بقلمه، ويصنع فيها مجداً جديداً يُخلِّد تضحيات شعبه، ويثبت أن الصقر، برمز قوته وسمو معنوياته، هو رمز للحرية والخير، وهو الذي لن يتراجع عن حماية وطنه، ورفع شأن الإنسانية فوق كل اعتبار.
Info@mohanedosman.com
يمكنك مشاركة هذا المحتوى :


