العنكبوت

الاخبار | مقالات سياسية | إجتماعيه | رياضية

المقالات

العنكبوت🖋د.كامل إدريس هل استفاقت الأحلام وتراجعت وعود الأمل؟

د.مهند عثمان التوم
سعادة رئيس مجلس الوزراء ما نعيشه اليوم في السودان من أوضاع اقتصادية متدهورة وأزمات تتوالى بشكل غير مسبوق من ضغوط معيشية خانقة وارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية وانهيار في قيمة العملة الوطنية ينسف شعارات الأمل، التي أصبحت كما يسري الماء العكر على مجرى النهر فإن التقصير في إدارة الشأن العام

الوضع الاقتصادي لحكومة الأمل الأرقام تتحدث عن نفسها إذ لم يمر يوم دون أن نسمع عن زيادة في سعر الدولار وارتفاع في معدلات التضخم، قبل استلامكم لمنصبكم كان الدولار ثابتاً عند حوالي ٢٥٠٠ جنيه ومع بداياتكم بدأ المسلسل التصاعدي إلى أن وصل  إلى ٣٥٠٠ جنيه، وهو ارتفاع لا يمكن تجاهله ويشكل صدمة للمواطن الذي يئن من وطأة الغلاء ويشعر بالخذلان من قبل من كان يجب أن يحميه ويعمل على استقرار حياته المعيشية. 

وفي ظل هذا التدهور يتساءل المواطن بمرارة أين الأمل؟ وإلى أين تسير البلاد؟ هل ماتت روح الثقة وأصبح شعار الأمل مجرد أماني عابرة، أم أن هناك بصيص أمل في أن تتغير الأحوال، ويعود الانضباط الاقتصادي؟ نحن اليوم بأمس الحاجة لخطوات جريئة وإجراءات حاسمة لمعالجة الأزمة الاقتصادية التي لا تتحمل المزيد من التردد أو التراخي. 

سعادة رئيس الوزراء إدارة الشؤون العامة والملفات الاقتصادية تتطلب الحكمة والمرونة وعلى حكومتك أن تتخذ قرارات جريئة في شأن الإصلاحات الضرورية وإعادة ترتيب الأولويات سواء على مستوى دعم الإنتاج الوطني أو تحسين بيئة الأعمال لجذب الاستثمارات، وهذا يتطلب وحدة القرار، والابتعاد عن المرتجى، والاعتماد على الكفاءات والخبرات التي يمكن أن تضع البلاد على طريق التعافي، لا بضمد الجراح بقيحها

أما على المستوى السياسي سعادة رئيس الوزراء فالوحدة والانسجام والتصالح مع النفس هو الذي يحقق الاستقرار ويمنح الشعب الثقة بالمستقبل، إن التفاؤل بحكومة الأمل الآن مرهون بمدى قدرة القيادة على اتخاذ قرارات جريئة والعمل بمسؤولية وعدم التهاون مع أي جهة تعبث بمقدرات الوطن وتعمل على تعميق الأزمات، فالأوطان لا تبنى بالكلمات الرنانة وإنما بالأفعال الجريئة وبالإصرار على تحقيق الأحلام والحفاظ على مكتسبات الشعب وإعادة بناء الوطن على أسس من العدالة والشفافية. 

سعادة رئيس الوزراء لا يسعنا إلا أن نعبّر عن أن العمل الحكومي حتى الآن لم يرتق إلى مستوى التطلعات وأن هناك العديد من الإخفاقات التي أثرت سلباً على حياة المواطن وتكسرت أحلام الشعب في الأمل، لإن الأداء الحكومي حتى الآن يعد فاشلاً في معالجة الأزمات وغياب الرؤية الواضحة، وغياب السياسات الفعالة، كل ذلك أدى إلى استمرار التدهور وتحقيق نتائج عكسية لمصلحتنا الوطنية، وإن خطابكم الحالي وخياراتكم فشلت في تلبية طموحات المواطنين وفشلت في إعادة الاستقرار الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وإزاء ذلك فإننا نطالبكم بمزيد من الجرأة وتحمل المسؤولية بشكل أكثر فاعلية والعمل على تصحيح مسار الأداء الحكومي والتحلي بروح المسؤولية والجدية لتحقيق الأمل في مستقبل أفضل. 

سعادة رئيس الوزراء نذكركم أن الحكومات لا تبقى للأبد وأن الشعب هو الذي يختبرها وإذا استمر الأداء على هذا النحو فإن التاريخ لن يرحم وسيكون لكم ولحكومتكم نصيب من اللوم إذا لم تبادروا اليوم بإحداث تغييرات حقيقية وجذرية تجعل من هذه المرحلة بداية لحقبة جديدة من الإصلاح والبناء، تليق بتضحيات أبناء الوطن وتعيد الثقة المفقودة وتصنع المستقبل المشرق الذي يتطلع إليه الجميع.

Dr.mohaned@mohanedosman.com

يمكنك مشاركة هذا المحتوى :

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *