ممدوح حسن عبد الرحيم
التأريخ الإسلامي شامخ كالجبال الراسيات ممتع كأنشودة الإنتصار دفاق كنهر النيل مضئ كالقمر المنير يغيظ الأعداء كالشمس الحارقة يبعث الأمل كالحلم الجميل
برز فيه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فكانوا قدوة للأجيال ودافعا للرجال
ألب ارسلان واسمه محمد وغلب عليه ألب أرسلان بن داوود السلطان
كان القائد العام للجيوش السلجوقية وهو دون الثلاثين من العمر وكان حاكم إقليم خراسان
تولي السلطان في دولة السلاجقة والتي أصبح لها الغلبة في مناطق خراسان وإيران وشمال وشرق العراق بعد وفاة عمه عام ٤٥٥ هجرية الموافق ١٠٦٢ ميلادية ٠
كان قائدا ماهرا مقداما متلهفا للجهاد في سبيل الله ونشر الإسلام في داخل الدولة المسيحية المجاورة له كبلاد الأرمن وبلاد الروم ٠
وكان رحيم القلب رفيقا بالفقراء كثير التضرع والدعاء يكثر الصدقة وكان له ديوان قد سجل فيه الفقراء وأهل الحاجة في جميع ممالكة وكان يدفع لهم العطاء ٠
حريصا على مال الرعايا بلغه ان غلاما من غلمانه اخذ ازرارا لبعض أصحابه فصلبه فخاف المجرمون من سطوته ٠
وكان من عظماء ملوك الإسلام وابطالهم ارعب الملوك وكان حسن السيرةمهتم بالعمارة وحفر الآبار وتشييد القناطر والأسواق وعمر ببغداد جامعا كبيرا وابطل المكوس والخفارات في جميع بلاده ٠
سئل ملك رسوله الذي ارسله ليعرف شخصية هذا البطل فقال له الرسول : انه لا ينقصه شئ من حيث اللباقة والمنظر والرجولة والسياسة والهيبة وانفاذ الحكم والأمر ٠
من أقواله : ما وجه قصدته إلا واستعنت الله عليه ٠
اغضبت فتوحاته إمبراطور الروم ديوجينس فصمم على محاربه فكانت معركة ملاذكرد في عام ٤٦٣هجرية/ ١٠٧٠ ميلاديه
فاقبل الروم في جحافل أمثال الجبال يقدرون بمائتي الف فألتقي الجيشان في الزهوة وجيش الب أرسلان خمسة عشر ألف محارب فنزل السلطان ألب أرسلان من فرسه وسجد لله ومرغ وجهه في التراب ودعا الله واستنصره وقال لجنده يا أيها الجند ما هاهنا سلطان وما هاهنا قائد وما هاهنا أمير فمن أراد أن ينصرف فلينصرف فإني مجاهد من المجاهدين في سبيل الله واخذ السيف وعقد ذنب فرسه بيده ولبس البياض وتحنط وقال إن قتلت فهذا كفني ثم دخل والتحم في الجيش ٠
وانتصروا على الروم وقتلوا منهم خلقا كثيرا وأسر ملكهم فلما وقف بين يدي الملك ألب أرسلان ضربه بيده ثلاثه مقارع وقال له لو كنت انا الأسير بين يدبك ما كنت تفعل قال كل قبيح ٠
ولكن البطل اخذ منه الفداء واعطاه عشرة الف دينار ليتجهز بها وأطلق معه جماعة من الأسري وارسل معه جيشا يحفظونه إلى بلاده ومعهم راية مكتوب عليها لا اله الا الله محمد رسول الله ٠
قتل هذا البطل المجاهد عام ٤٦٥ هجرية الموافق ١٠٧٢ ميلاديه
يمكنك مشاركة هذا المحتوى :


