د.مهند عثمان التوم
dr.mohaned@mohanedosman.com
السودان حيث تتناثر حبات الرمل كدموع الثكالى ويراق اللبن المسكوب كل يوم بفعل الصراعات والنزاعات يظل السؤال يتردد في الأفق: هل من سبيل إلى السلام؟ الوضع الراهن في السودان يمثل تحدياً كبيراً أمام محاولات السلام الدولية، فليست محمدة أن يشق المرء الجيوب ويلطم الخدود إذا حلت المصائب وإنما الموقف البطولي وما تستدعيه الشهامة والبسالة، أن ينهض المرء مشمراً لساعد الجد متمسكاً بعقيدة الصبر لمواجهة الكرب، فهل لنا أن نتعلم من هذه الحكمة؟ هل لنا أن نتقبل أن ما حدث قد حدث، وأن نركز على بناء مستقبل أفضل؟
فإن تقبل القدر لا يعني الاستسلام بل يعني الاعتراف بالواقع والعمل على تغييره.، والصبر لا يعني الخنوع بل يعني الثبات في مواجهة التحديات والإيمان بأن الفرج قادم لا محالة، فالسلطة ليست غاية في حد ذاتها بل هي وسيلة لتحقيق الخير للشعب وإذا كانت السلطة تؤدي إلى سفك الدماء وتدمير البلاد فإن التخلي عنها يصبح واجباً وطنياً.
أننا لسنا في معركة وجود بل في سباق نحو تحقيق التنمية والازدهار ولنتذكر أن اللبن المسكوب لا يمكن استرجاعه لكن يمكننا أن نتعلم من أخطائنا وأن نبني مستقبلاً أفضل لأجيالنا القادمة.
لا يمكن تحقيق سلام دائم في السودان دون معالجة مسألة تدخل الإمارات إن وقف دعمها للحرب يجب أن يكون أولوية قصوى للمجتمع الدولي. بتضمين فرض عقوبات اقتصادية وسياسية ووقف التعاون العسكري والأمني يجب أن يكون هناك إجماع دولي على أن استقرار السودان يصب في مصلحة الجميع وأن استمرار الصراع لن يؤدي إلا إلى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.
فالمجتمع الدولي عليه أن يدرك أن دوره لا يقتصر على تقديم المساعدات الإنسانية بل يجب أن يمتد إلى دعم جهود السلام المستدامة والضغط على الدول التي تغذي الصراع ويجب أن يكون الدعم الدولي موجهاً نحو تحقيق المصالحة الوطنية وتمكين الشعب السوداني من بناء دولته الحديثة.
السودان يمر بمرحلة حرجة من تاريخه ولكن الأمل لا يزال موجوداً لكي يتحول هذا الألم إلى أمل واليأس إلى عمل والخراب إلى بناء.
يمكنك مشاركة هذا المحتوى :

